بمناسبة الذكرى /74/ لتأسيس الحزب.. ندوة حوارية بعنوان “أما زال البعث راهناً؟” – فيديو
دمشق- علي اليوسف:
لمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وبالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، ومؤسسة القدس الدولية- فرع سورية، وتحالف قوى المقاومة الفلسطينية، عقد في قاعة المحاضرات بدار البعث اليوم ندوة حوارية بعنوان “أما زال البعث راهناً؟” ألقاها الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي.
في بداية اللقاء طرح الدكتور دخل الله ثلاثة قضايا شكّلت محاور النقاش، وهي: قضية المنهج في حزب البعث- قضية الأزمة وهل يعاني حزب البعث من أزمة- هل يملك حزب البعث القدرة على تخطي الأزمة؟.
في القضية الأولى، أي قضية المنهج، أوضح الرفيق عضو القيادة المركزية للحزب أنها طريقة تفكير مستخدمة، وليس مادة، وهي طريق للوصول إلى الحقيقة، وأن المنهج النقدي هو محاولة لإيجاد الجوهر في المعنى المتغيّر، وعند معرفة هذا الجوهر إذاً يمكن الوصول إلى معرفة التغيير. وفي موضوع المقارنة المرتبطة بالمنهج فهناك مقارنات عمودية في نفس الواقع تفحص الظاهرة وتطورها، وهناك مقارنه أفقية مع الأحزاب الأخرى. وبخصوص المنهج الجدلي فهو مرتبط بالجوهر، لأن الجدل يشرح كيفية التغيير الكمي ومن ثم التغيير النوعي. وهنا يقول: نحن نشرح الظاهرة وليس تحليلها، لأن التشريح يكون موضوعياً، بينما التحليل يتطلب موقفاً فكرياً وأيديولوجياً.
وفي القضية الثانية، أي قضية الأزمة وهل يعاني حزب البعث من أزمة، يرى الرفيق عضو القيادة المركزية أن الحركات الحزبية في العالم تعيش أزمة خلل شكلي يمكن معالجتها وظيفياً، وأزمة بنيوية يجب أن يكون التغيير فيها نوعياً. وما يدلل على أن الأحزاب تعيش أزمة بنيوية هو الاحتجاجات التي تعصف بكل أوروبا حيث لا تشارك الأحزاب بقيادتها بل من يقودها هو ما أسماه “حركات القضايا” التي تضم شرائح من كل الأحزاب مثل حركة “أنسر”. بالإضافة إلى ذلك يؤكد أن الأحزاب التقليدية باتت تفشل بالانتخابات البرلمانية وحتى الرئاسية، بسبب تدخل شركات العولمة المالية، وأكبر مثال على ذلك ما جرى في فرنسا والذي شكل صفعة للحزب الاشتراكي الفرنسي.
وهذان المؤشران، بحسب دخل الله، يؤكدان أن الحركة الحزبية حول العالم تعيش أزمة بنيوية، وطرح سؤالاً هو ما علاقة حزب البعث بأوروبا؟ وأجاب: إن سورية في قلب العالم، وحزب البعث هو وليد الأممية الثانية، وهي الحركة الأوروبية التي نشأت في القرن التاسع عشر، وأن جوهر حزب البعث هو نابع من الاشتراكية الأوروبية أيديولوجياً، أما عقائدياً وفكرياً فإن حزب البعث يلتقي مع الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق. وأكد أن الأزمة الحالية هي أزمة أيديولوجيا، بحيث لم تعد المعايير التي تربط الأحزاب عقائدية، بل ما يربطها المعايير السياسية والمصلحية.
ويركز المحاضر على أنه يجب أن يكون لدينا المعرفة التي تستبعد الايديولوجيا خصوصاً إذا كانت ثابتة وغير متحولة، وبما أن سورية في أزمة فهذا يعني بالضرورة أن الحزب في أزمة كون سورية جزء من أزمة العروبة وأزمة المنطقة، ولابد من تغيير نمط التفكير والمنطلقات بفرص الواقع.
وفي القضية الثالثة والأخيرة، أي هل يمكن لحزب البعث تخطي الأزمة؟، يؤكد الرفيق عضو القيادة المركزية أن القدرة ليست في السياسات، بل يجب أن تكون في إطار الممارسات فكراً وفعلاً، لأنه لا يمكن لأي حزب أن يغير الواقع ما لم يكن قادراً على تغيير ذاته. وضرب مثالاً بأن الاتحاد السوفييتي السابق لم ينهار بسبب التدخل الأمريكي، بل بسبب قصوره الذاتي وتعامله مع المجتمع المتبدّل والمتغيّر بعقلية العشرينات.
واختتم بالقول: من الضروري اكتشاف مكامن القدرة في حزب البعث، وتحويل الازمة الى فرصة للتجديد من خلال التغيير في الفكر والمنهج، خاصةً أن البعث هو حزب شعبي وليس أيديولوجياً. والتجربة تؤكد أن حزب البعث قادر على التكيف مع الواقع وهذا ما يسمى “الايدولوجيا الواسعة”، ولأن هناك قادة استثنائيون خرجوا من صفوف البعث، فلا شك أنهم قادرون على التأثير ليس في الحزب فقط، بل في أغلبية الشعب الذي كان و لا يزال الرافعة الحقيقة للحزب.