كورونا يهدد القطاع الصحي البريطاني
إعداد: هناء شروف
أعلن مكتب الإحصاء الوطني أن ما لا يقلّ عن 122 ألف عامل في الخدمات الصحية في بريطانيا يعانون من الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما يضع المزيد من الضغوط على القطاع الصحي.
يقول الأطباء ومديرو المستشفيات: إن الضغوط المكثفة على خدمات الصحة الوطنية، المرهقة بالفعل، تتفاقم بسبب عشرات الآلاف من العاملين الصحيين الذين يعانون من مرض كورونا، ويشير تقرير مكتب الإحصاء الوطني إلى أن عدد العاملين في القطاع الصحي الذين يعانون من الأعراض طويلة المدى للإصابة بفيروس كورونا يتخطى أي قطاع عمل آخر في البلاد، ويليه قطاع التدريس الذي بلغ عدد الحالات فيه نحو 114 ألف شخص.
تعاني المستشفيات من تكدّس في أقسام الرعاية بسبب معاناة أغلب العاملين في هذه الأقسام من أعراض كورونا، ما يدفعهم إلى العمل بشكل جزئي فقط وليس بكامل طاقتهم، كما أنهم يقومون ببعض واجباتهم الوظيفية فقط.
تقول الدكتورة هيلينا ماكيوان قائدة القوى العاملة في الجمعية الطبية البريطانية: “يمكن أن يكون للمرض المستمر تأثير مدمّر على الأطباء جسدياً من خلال تركهم غير قادرين على العمل. مع وجود نحو 30.000 حالة غياب بسبب المرض، لا يمكننا تحمّل إصابة المزيد من الموظفين بالمرض. ببساطة، إذا مرضوا فلن يتمكنوا من توفير الرعاية ولن يحصل المرضى على الرعاية والعلاج الذي يحتاجون إليه. على المدى الطويل إذا انتشر هذا الفيروس بين المزيد من الموظفين فإن الآثار المترتبة على أعداد القوى العاملة الإجمالية ستكون كارثية”.
والمثير للقلق بشكل خاص أنه في أحدث بياناتONS، أبلغ عمال الرعاية الصحية بأنفسهم عن أعلى معدلات كورونا بين جميع المهن مع ما يقرب من 4٪ وهو ما يمثل نحو 122000 من 1.094 مليون شخص في المملكة المتحدة يبلغون عن أعراض مستمرة.
إن التعامل مع فيروس كوفيد19 سيكون تحدياً كبيراً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية لأشهر، وعلى الأرجح لسنوات قادمة. قالت الدكتورة سارة بيرنز والدكتورة سو وارين، الأطباء العامون الذين أسّسوا مجموعة على الفيسبوك مؤخراً في المجلة الطبية البريطانية، إن الأطباء العاجزين بسبب مرض كوفيد يشعرون بمشاعر شديدة من الفشل والحزن لترك زملائهم في أعباء عمل متزايدة وعدم المساهمة بشكل شخصي في القتال ضد كوفيد. وأضافوا: إن الكثيرين شعروا بالغضب لأنهم أصيبوا بكورونا في أماكن عملهم، لكنهم شعروا الآن بالتخلي عنهم أو حتى معاقبتهم من قبل الزملاء. لقد طُلب من عدد منهم ترك عملهم بسبب الإجازة المرضية الطويلة. يقول بعض الأطباء الذين يعانون من مرض كوفيد إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية لم تفهم حالتهم، وأن المساعدة حتى الآن كانت غير مرضية.
أظهرت استطلاعات RCP الأخيرة أن عدداً صغيراً ولكن متزايداً من الأطباء يعانون من أعراض مرض كورونا، وخاصة التعب والألم وضيق التنفس. ليلى موران، النائبة عن الحزب الديمقراطي الليبرالي التي تترأس المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب بشأن فيروس كورونا تريد من الوزراء تصنيف كورونا كمرض مهني، ووضع خطة لتعويض العاملين في مجالات الصحة والرعاية الاجتماعية وأدوار الخدمة العامة الأخرى الذين تُركوا غير قادرين على العمل بسبب الإصابة!.
من ناحية أخرى وجد مكتب الإحصاء الوطني أن نحو 30.000 من العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية لديهم أعراض كورونا، مما قد يؤثر على مستويات التوظيف في دور الرعاية وبين الخدمات التي تقدّم الرعاية المنزلية.