سورية تطالب مجلس الأمن بإجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية
جددت سورية مطالبتها مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية مؤكدة ضرورة محاسبة سلطات الاحتلال على إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعبين السوري والفلسطيني ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية لأن ذلك يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وذكرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اقدمت بعد منتصف ليلة الأربعاء على الاعتداء مجدداً على أراضي الجمهورية العربية السورية في انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ القانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي أكدت جميعها على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية وذلك عبر إطلاقها موجات متتالية من الصواريخ من فوق الأراضي اللبنانية والتي استهدفت محيط العاصمة دمشق.
وأوضحت الوزارة أن هذا العدوان الإسرائيلي الغادر يأتي في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد الفصح المجيد الذي نعتبره رسالة محبة وسلام للعالم كله إلا أن “إسرائيل” بعدوانها على سورية تثبت في كل مرة بأنها لا تؤمن بالسلام وإنما بشريعة الغاب وأصبح المسؤولون الإسرائيليون يتبجحون بعدوانيتهم المعهودة عن استعدادهم لمواصلتها بهدف التعمية على مأزقهم الانتخابي والأخلاقي والسياسي مستندين في ذلك إلى تبني الإدارة الأمريكية الجديدة بشكل أو بآخر للسياسات الرعناء للإدارة السابقة وإلى تغطية غير مباشرة من الاتحاد الأوروبي عبر ما تمخض عنه ما يسمى “مؤتمر بروكسل 5” من نتائج تعكس تلك العقلية الاستعمارية البائدة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين: إن إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة جرائمها الإرهابية تهدف بشكل أساسي لدعم التنظيمات الإرهابية ومنع الجيش العربي السوري وحلفائه من هزيمة تنظيمي “داعش” والنصرة وباقي المجموعات الإرهابية، شريكة “إسرائيل” في الإرهاب، والتي تقوم الإدارة الأمريكية بأنسنة بعضها عبر إعادة تأهيل الإرهابي “أبو محمد الجولاني” مؤخراً من خلال ظهوره المتكرر المشبوه في وسائل إعلامها، موضحة أن هذه الجرائم باتت تشكل جزءاً أساسياً من الحملة الغربية المحمومة لمحاولة خنق سورية اقتصادياً عبر زيادة الحصار والتضييق على شعبها في لقمة عيشه من غذاء ودواء ووقود ولثنيها عن تنفيذ استحقاقاتها الدستورية المرتقبة.
وأضافت إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن استمرار “إسرائيل” في نهجها العدواني الخطير والمستهتر بالشرعية الدولية والقانون الدولي وبالأمم المتحدة وقراراتها وميثاقها وذلك بعد أن كانت السلطات الإسرائيلية تخفي طيلة السنوات السابقة قيامها بهذه الاعتداءات ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها بشكل خاص الادارة الامريكية والحصانة من المساءلة التي توفرها لها هي ودول معروفة في مجلس الامن، ويؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية لم تعد تملك لا المبرر القانوني ولا المبرر الاخلاقي لتكون احدى الدول المنوط بها السهر على حفظ السلم والامن الدوليين وذلك نتيجة لسياساتها العدوانية في سورية والمنطقة والعالم والتي تؤكد بشكل واضح بانها اصبحت جزءا لا يتجزأ من صناع وتجار المخاطر التي تهدد السلم والامن الدوليين.
واختتمت الوزارة بيانها بالقول ان الجمهورية العربية السورية ما زالت تعول على الشرعية الدولية وعلى مجلس الامن وتطالبه مجددا بتحمل مسؤولياته في اطار ميثاق الامم المتحدة واهمها حفظ السلم والامن الدوليين واتخاذ اجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الاسرائيلية وان يفرض على “اسرائيل” احترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات ومساءلتها عن ارهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعبين السوري والفلسطيني وعن دعمها المستمر للتنظيمات الارهابية والتي تشكل جميعها انتهاكات صارخة لميثاق الامم المتحدة واحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الامن /242/و/338/و/350/و/497/ وكافة القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الارهاب.
وفي لبنان، أدان تجمع العلماء المسلمين العدوان الإسرائيلي على سورية الذي تم أمس عبر انتهاك الأجواء اللبنانية.
وأكد التجمع في بيان له اليوم ضرورة العمل على ترسيخ معادلة الردع والتمسك بخيار المقاومة كحل وحيد للانتهاكات الإسرائيلية منوهاً بالتصدي الميداني البطولي الذي قام به الجيش العربي السوري لهذا العدوان.
من جهتها أدانت طلائع حرب التحرير الشعبية قوات الصاعقة وشعبة فلسطين لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان في بيان العدوان الإسرائيلي الأخير مشيدة بالتصدي البطولي له من قبل أبطال الدفاع الجوي السوري.
وأكد البيان الوقوف الى جانب أبطال الجيش العربي السوري حتى دحر كل الأعداء والعملاء والدخلاء.
وفي السياق ذاته أكد الخبير العسكري اللبناني العميد المتقاعد أمين حطيط أن “الارتقاء إلى المستوى المتقدم الذي ظهر في تصدي الدفاع الجوي السوري يلجم العدوانية الإسرائيلية ويفتح الطريق أمام مرحلة تالية من الصمود والانتصار لن يكون فيها العدو في وضع أمن واطمئنان”، وأشار إلى أنه “بعد أن أقفلت منظومة الدفاع الجوي السوري الأجواء السورية في وجه الطيران الحربي المعادي شكلت اليوم مظلة واقية تمنع العدو من تحقيق أي من أهداف عدوانه وهذا ما سجل ليل أمس حيث منعت هذه المنظومة طائرات العدو من التحليق في الأجواء السورية وتمت مطاردتها عبر الحدود داخل الأجواء اللبنانية” في رسالة سورية واضحة تقول “إن مرحلة جديدة بدأت في مواجهة العدو عبر الحدود ما يشكل ارتقاء نوعياً في سلاح الدفاع الجوي السوري”.
وفي القاهرة أدان وكيل جهاز المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد العدوان الإسرائيلي، وقال: إن كيان الاحتلال الإسرائيلي يكرر جرائمه في محاولة منه لتحقيق مخططاته في المنطقة، وشدد على أن استقرار سورية هو استقرار للمنطقة.