لافروف: واشنطن ليست شريكاً موثوقاً.. وسنرد على أي خطوات عدائية
تحاول الدول الغربية بإيعاز من واشنطن خلف المحيط، استمزاج رأي موسكو حول أي تصعيد يمكن أن يدفع الغرب إليه حكومة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، ليجد في النتيجة ردّاً حازماً وواضحاً من الجانب الروسي حول وجوب التزام كييف باتفاقية مينسك حرفياً.
فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم ضرورة التزام كييف باتفاقات مينسك بشأن تسوية الوضع جنوب شرق أوكرانيا.
وذكر المكتب الإعلامي للكرملين في بيان نشره على موقعه الرسمي أنه “تم تأكيد ضرورة التزام سلطات كييف بشكل تام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق أولاً وقبل كل شيء بشأن إقامة حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك وإضفاء الشرعية على الوضع الخاص لدونباس”.
وأضاف البيان: “عند تبادل وجهات النظر حول تسوية الأزمة الأوكرانية الداخلية أعرب بوتين وميركل عن قلقهما من تصاعد التوتر في جنوب شرق أوكرانيا حيث لفت الرئيس الروسي الانتباه إلى التصرفات الاستفزازية التي قامت بها كييف وأدّت مؤخراً إلى تفاقم الوضع عن قصد على خط التماس”.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستردّ على أي خطوات غير ودية من واشنطن، مؤكداً أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة وحلفائها.
وتعليقاً على إمكانية قيام واشنطن بطرد دبلوماسيين روسيين قال لافروف خلال اجتماع مع نظيره الكازاخستاني مختار تلاوبردي: “سنردّ على أي خطوات غير ودية وهذا بديهي فحتى الآن لم أرَ أي خطوات محددة.. لم يتم الإعلان عن أي شيء وقد قرأت تقارير تفيد بأن الإدارة الأمريكية انتهت من مراجعة الأعمال العدائية لروسيا.. بطريقة ما فعلوا ذلك بسرعة”.
وأشار لافروف وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك إلى أن “روسيا على علم بأن الولايات المتحدة طلبت من الحلفاء سراً نقل بيانات الرحلات إليهم بعد إعلان انسحابها من معاهدة الأجواء المفتوحة”، مضيفاً: “نحن نعلم على وجه اليقين أن الأمريكيين خلال كل تلك الأشهر التي أعقبت إعلان انسحابهم من المعاهدة أقنعوا حلفاءهم بالتعهد بنقل مثل هذه البيانات على نحو خفي وسري”.
وشدّد لافروف على أن الولايات المتحدة وحلفاءها شركاء غير موثوق بهم ولا يمكن الاعتماد عليهم، لافتاً إلى أن “تصريحات واشنطن بشأن استعدادها لبناء علاقات يمكن التنبؤ بها مع روسيا تبدو غير مقنعة وموسكو تنتظر إجراءات ملموسة”.
وبالعودة إلى الشأن الأوكراني، حذّر نائب مدير إدارة الرئيس الروسي، ديمتري كوزاك، من أن موسكو قد تضطر إلى اتخاذ خطوات عسكرية للدفاع عن سكان منطقة دونباس في شمال شرقي أوكرانيا، إذا اقتضى الأمر ذلك.
وصرّح كوزاك أثناء مؤتمر صحفي عقده اليوم بأن “كل شيء يتوقف على نطاق الحريق”، موضحاً أن روسيا “ستضطر على الأرجح إلى الوقوف للدفاع” عن سكان دونباس إذا حاول الطرف الآخر للنزاع تدبير أحداث هناك مماثلة لمذبحة سربرنيتسا عام 1995.
وأشار المسؤول إلى غياب الحاجة حالياً لاتخاذ مثل هذه الخطوات، ولفت إلى وجود تشكيلات قتالية مجربة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بإمكانها حماية أراضيها بنفسها، مضيفاً: “يتوقف كل شيء على الطرف الآخر”.
وأعرب كوزاك عن قناعته بأن تجدّد الأعمال القتالية في دونباس سيصبح “بداية نهاية أوكرانيا”، مرجّحاً أن الولايات المتحدة لا تدفع الرئيس الأوكراني نحو تصعيد النزاع.
وقال المسؤول: إن زيارة زيلينسكي إلى دونباس حالياً من غير المرجح أن تؤدّي إلى تصعيد جديد، لافتاً في الوقت نفسه إلى “صعوبة التنبؤ بما سيصل إليه هؤلاء الأطفال اللاعبون بالنار”.
وصرّح كوزاك بأن اقتراح روسيا تحويل المفاوضات بشأن التسوية في دونباس إلى صيغة علنية استدعى “هستيريا” من كييف، مشدّداً على أن الحكومة الأوكرانية تحتاج إلى سرية هذه المحادثات لمواصلة اتباع نهجها وتضليل مواطنيها.
وجدّد المسؤول دعم روسيا للتفاوض علناً بشأن دونباس ونشر كل الوثائق ذات الصلة.
وردّاً على اقتراح أوكرانيا نقل المفاوضات بشأن دونباس من العاصمة البيلاروسية مينسك إلى مكان آخر، قال كوزاك: إن هذه المبادرة ليست مناسبة حالياً، مضيفاً: إن مكان إجراء المفاوضات ليس مسألة ذات أهمية قصوى.
ووجّه نائب مدير إدارة الرئيس الروسي انتقادات إلى فرنسا وألمانيا، مشيراً إلى عدم اتساق مواقفهما في المفاوضات وعدم إظهارهما اهتماماً مباشراً بتسوية النزاع.