افتتاح مركز التميز السوري الهندي الشهر القادم للمساهمة في إعادة الإعمار البشرية
دمشق – ميس خليل
بعد توقف لأكثر من عشر سنوات، عاد العمل بمركز التميز السوري الهندي الذي تم إحداثه عام 2010 في إطار التعاون المتنامي والمشترك بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة التقنية، ويعد المركز الأول من نوعه للتدريب على أحدث التقنيات والعلوم في مجال التقانة وتكنولوجيا المعلومات، حيث يعود لاستئناف عمله بعد توقيع الهند اتفاقية لإعادة تفعيله مع السفارة السورية في الهند تحت مسمى الجيل الثاني لمركز التميز السوري– الهندي لتقانة المعلومات.
سفير جمهورية الهند في سورية حفظ الرحمن “أوضح في تصريح خاص لـ “البعث” أن بناء القدرات والمساعدات التقنية يشكل جزءاً هاماً من برنامج شراكة الهند الإنمائية، كما إن الهدف الأول والأسمى للمركز هو الإسهام في إعادة إعمار سورية، وذلك من خلال تطوير الموارد البشرية وإعداد الكوادر المطلوبة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وسيسهم هذا المشروع أيضاً في تعزيز شراكة طويلة الأمد بين البلدين، منوهاً إلى أنه ومن أجل التغلب على تحديات اللغة وتوفير كوادر مؤهلة أكاديمياً من ذوي الخبرة، سيقوم المركز بالعمل على مفهوم تدريب المدربين مع تقديم الدعم اللازم والمفيد فيما يتعلق بالدخول إلى المحتويات الالكترونية والبث الشبكي لمحاضرات الخبراء.
وعن رفد المركز بالتجهيزات والبرمجيات المطلوبة، ذكر حفظ الرحمن أن مركز الجيل القادم سيتألف من المخابر، المرافق ومجموعة من الخدمات الأخرى أبرزها: مخبر تدريب الطب الشرعي السيبراني- مخابر تدريب تكنولوجيا المعلومات – أدوات مركز تطوير الحوسبة المتقدمة الخاصة بالطب الشرعي السيبراني، بنية تحتية لتقانة المعلومات بأحدث طراز مع غرفتي محاضرات والمختبر لتدريب 40 طالباً في تكنولوجيا المعلومات، وغرفة محاضرات أخرى مزوّدة بـمخبر لتدريب الطب الشرعي السيبراني لـ 32 طالباً.
أما عن أعداد المدربين الذين سيتولون التدريب في المركز أوضح السفير أنه سيتم تدريب ستة أساتذة في الهند ضمن إطار المشروع، حيث تم تدريب ثلاثة منهم مسبقاً وسيتم تدريب الثلاثة المتبقين في الشهور القادمة، وسيقوم هؤلاء المُدَرِّبين الأساتذة بإجراء تدريب في مركز الجيل الجديد (NexGen) (المركز الهندي-السوري لتكنولوجيا المعلومات) تحت الدعم الإرشادي اللازم من مدرّبي مركز تطوير الحوسبة المتقدمة الهندي.
وذكر السفير أن الشحنة الأولى للحواسب والبرمجيات وأجهزة العرض والسوفتوير (Software ) والمواد الإرشادية وصلت إلى سورية، كما وصلت الشحنة الثانية لأجهزة حواسب محمولة (لابتوب)، والشحنة الثالثة لمواد المخابر وأدوات توجيهية على وشك الوصول خلال أسبوع، كما قدمنا طلبات التأشيرة للمهندسين الهنود إلى السفارة السورية في نيودلهي وسيتوجهون إلى دمشق قريباً لتركيب وتجهيز المركز ونأمل افتتاحه في بداية الشهر القادم، وسيتم منح الشهادات للمتدرّبين من قبل مركز تطوير الحوسبة المتقدمة في الهند، سيداك، (CDAC) بالاشتراك مع الوكالة الوطنية لخدمات الشبكات في سورية ما يعزز قيمة الشهادات ويسهم في التقارب بين اقتصادَيّ البلدين.
وحول أهمية إحداث هذا المركز ودوره في رفد سوق العمل بالكوادر المؤهلة والمدربة أوضح حفظ الرحمن أن مركز الجيل الجديد (NexGen) سيتزود بأحدث بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات والتي ستمتلك معايير عالية لضمان سلامة ووظائف عمل بيئتها الحاسوبية المستضافة، وسيقوم هذا المشروع بإنتاج رأس مال بشري ذي قيمة مضافة للأمن السيبراني وأبحاث لتكنولوجيا المعلومات وتطوير البرمجيات، حيث سيقوم بتوفير فرص عمل للقوى العاملة المؤهلة والمدربة في تكنولوجيا المعلومات، مما سيعزز الاقتصاد من خلال الاستعانة بمصادر خارجية والنقل إلى الخارج والمنتجات والتقنيات .
من جهته أوضح المهندس حسام النجار معاون المدير العام للهيئة الوطنية لخدمات الشبكة أن المركز شهد قبل توقف العمل به لغاية منتصف عام 2012 إنجاز 1760 ساعة تدريب توزعت على 43 دورة تدريبية حيث تم تدريب 669 متدرب من مهندسين وفنيين من القطاعين العام والخاص في مجالات مختلفة متعلقة بأمن المعلومات والشبكات.
وذكر نجار أنه من المخطط أن يقوم المركز بتدريب حوالي 300 متدرب سنوياً ويتكون المركز من ثلاثة مخابر علمية للتدريب بسعة 72 طالباً ومكتبة ومركز للبيانات مجهز بـ 32 حاسب محمول و40 محطة عمل وعدد من الخدمات وكافة لوازم الشبكات الحاسوبية السلكية واللاسلكية والطابعات والماسحات الضوئية وأجهزة العرض.