بــ “3000 ليرة”…؟!
يشكّل ارتفاع سعر ليتر المازوت في السوق الحرة إلى 3000 ليرة ضربة موجعة للفلاح، سواء فيما يخصّ خدمة المحاصيل وسقايتها أو ما يتعلّق بتسويق الخضراوات والمنتجات الزراعية، نظراً للتكاليف العالية المرهقة للمستهلك وللمنتج، وخاصة مع كثرة الحلقات الوسيطة التي تمتصّ جهد الفلاح وعرقه من جهة وجيوب المواطن من جهة أخرى!.
وطبعاً هذا الواقع المتفاقم بمشكلاته يؤيّد النظرية القائلة بأن اكتناز حياة الفلاح بالهموم والآمال الضائعة، بات الحالة الأكثر حضوراً على ساحة العمل الزراعي الذي قلّمت سنوات الأزمة مقوماته وأخضعته لسلسلة متتالية من الانتكاسات الكبيرة التي تصل تداعياتها إلى درجة الكوارث من حيث التداعيات والخسائر الكبيرة، سواء على العملية الزراعية أو على حياة الفلاح، الذي بقي متشبّثاً بأرضه ومدافعاً عنها متحدياً الظروف التي حصدت ولسنوات عديدة تعبه في أرضه.
وهنا نسأل: ماذا كانت النتيجة؟ هل وقفت الجهات المعنية إلى جانبه ودعمته، أم تركته يواجه الصعوبات وحده، وخاصة في هذه الآونة التي تعرّض فيها لخسائر كبيرة، سواء نتيجة الكوارث الطبيعية أو لتداعيات الوضع الاقتصادي الذي بات بفعل الحصار أكثر تعقيداً؟
بالمحصلة.. إن إدخال الطمأنينة إلى حياة الفلاح، وتبديد الكثير من مخاوفه وهواجسه ورفع معنوياته، يحتاج إلى تضميد جراح النزيف الزراعي بخسائره الكبيرة، وتفعيل قرارات دعم الفلاح ووضع آلية مناسبة للتعويض على المزارعين وتقديم كل أنواع الدعم لهم للاستمرار بنشاطهم الزراعي بفاعلية وإقفال الكثير من الملفات العالقة في حالة اللا دعم.
وبكل تأكيد، نحن لا نشكّك بالنوايا ولا نتهم الجهات المعنية بالتقصير وعدم الاكتراث، وبالعمل على تخريب العملية الزراعية والدفع باتجاه تشجيع هجرة الفلاح لأرضه، بل سنطالب فقط بانتشال حياة الفلاح من المعاناة والفقر والخسائر والقيام بخطوات تنفيذية سريعة في مجال تقديم الدعم الحقيقي الذي من شأنه مواساة الفلاح في محنته، وتدعيم هذا الصمود الفلاحي وتعزيز إنتاجيته الزراعية التي كان لها الدور الأكبر خلال سنوات الأزمة في تأمين احتياجات الناس ومواجهة الإرهاب وكسر طوق الحصار والتغلّب على جميع التحديات بهمّة وعزيمة واستبسال حقيقي على جبهة المقاومة، سواء على جبهة الحرب على الإرهاب أو على الجبهة الداخلية، وتوفير كل ما من شأنه تمتين وتقوية حالة الصمود.
وما يدعو للتفاؤل أن وضع المحاصيل جيدة وتبشّر بأن الخير سيعمّ بيادر الفلاح ومواسمه التي ستدعمها قرارات جريئة داعمة للعملية الزراعية من البداية حتى النهاية.
بشير فرزان