صالحي: حادث نطنز إرهاب نووي ونحتفظ بحق الردّ
في إطار سعي أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدؤوب لوقف عجلة التنمية في هذا البلد الذي يتعرض منذ أربعة عقود تقريباً لأشد أنواع العقوبات الأحادية الظالمة من الغرب، جاء استهداف اليوم لمنشأة نطنز النووية ليؤكد أن الغرب لا يمكن له أن يقبل بوجود لاعبين دوليين آخرين في النادي النووي.
هذا الاستهداف أكده رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، حيث وصفه في تصريحات أدلى بها اليوم، بأنه “تحرّك شائن وإرهاب نووي مدان”، مشدّداً على أن هذا الحادث يمثل مؤشراً على عجز معارضي التقدم الصناعي والسياسي في إيران عن منع تطوّر الصناعة النووية في هذا البلد.
وأشار المسؤول إلى أن حادث نطنز يدل على عجز معارضي المفاوضات النووية التي ترمي إلى رفع العقوبات الأمريكية عن إيران.
ودعا صالحي المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى “التعامل مع الإرهاب النووي ضد إيران”، مضيفاً: إن طهران “تحتفظ بحقها في الردّ على منفذي حادثة نطنز ومن يقف وراءهم ويدعمهم”.
وتعهّد رئيس المنظمة بأن تعمل إيران بجدية على تطوير صناعتها النووية ورفع العقوبات “لأجل إحباط مثل هذه التحركات اليائسة”.
وجاءت تصريحات صالحي بالتزامن مع إعلان رئيس الفريق الفني المعني بالتحقيق في حادث نطنز شهيد أحمدي روشن، أن التحقيق في الحادث مستمر وكل ما تتداوله بعض وسائل الإعلام بشأن أسبابه المزعومة ليس سوى “ضجة إعلامية”.
وسبق أن أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز تعرّضت فجر اليوم لحادث لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية أو تلوّث إشعاعي، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية لكشف أسباب الحادث.
وجاء هذا عقب إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس البدء بضخ غاز اليورانيوم “uf6” في أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز.
وكانت منشأة نطنز قد تعرّضت في تموز الماضي لانفجار وصفته السلطات الإيرانية لاحقاً بأنه كان “عملية تخريبية”.
في سياق متصل، أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي أن الحرب التي يشنّها الأعداء ضد الشعب الإيراني لم تقتصر على الجانب الاقتصادي بل شملت أيضاً اعتداءات إرهابية وتخريبية في مناطق مختلفة من البلاد.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن حاتمي قوله خلال كلمة له اليوم: “رغم أن العدو سعى إلى وقف منجزات ونجاحات البلاد العلمية إلا أن هذه المنجزات استمرّت بقوة وأثمرت في مجال إنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا”.
وشدّد حاتمي على أن الشعب الإيراني ورغم كل المصاعب والضغوط استطاع الصمود وتحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الصعد، لافتاً إلى أنه من خلال دراسة واستعراض برامج وإجراءات وأحداث العام الأخير في وزارة الدفاع في (عام قفزة الإنتاج) يمكن الإشارة إلى النجاحات وكسر الحواجز والحظر والوصول إلى الأهداف السامية والتعاطي اللافت والمثمر مع القوات المسلحة.
إلى ذلك، جدّد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي مطالبة بلاده بإنهاء الحظر الأمريكي المفروض عليها.
وقال عراقجي في حوار مع التلفزيون الإيراني الليلة الماضية: “نريد الرفع الكامل للحظر الذي يشمل جميع أشكال حظر الاتفاق النووي إضافة إلى جميع أشكال الحظر الذي فرض خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، مشدّداً على أن طهران لا تؤمن بأسلوب الخطوة بخطوة بل برفع الحظر دفعة واحدة.
وكانت اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اختتمت أعمال الجولة الثانية من اجتماعها الدوري الـ18 في العاصمة النمساوية فيينا أمس الأول واتفقت على عقد الاجتماع المقبل في الرابع عشر من الشهر الجاري، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تمسك بلاده بالرفع الكامل لجميع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة لأنها مخالفة للالتزامات الأمريكية بموجب الاتفاق النووي.
وليس بعيداً عن الموضوع النووي، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن بلاده من الدول المنتجة والمصدّرة للأدوية المشعة في العالم.
وتحدّث صالحي في حوار مع التلفزيون الإيراني الليلة الماضية عن تطوّر التكنولوجيا النووية في إيران، لافتاً إلى إنجازات حققتها البلاد في مجالات الصحة.
وقال صالحي: إن إنتاجنا من الأدوية المشعة يزداد كل عام، وعلى سبيل المثال قمنا بإنتاج دواء مشع تبلغ قيمة مثيله الخارجي 15 ألف يورو، كما لدينا مشروع تترا البالغة قيمة معداته 60 مليون يورو لإنتاج الأدوية الإشعاعية، وستفتتح مرحلته الأولى في شهر أيلول المقبل وهو مشروع فريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.