مشافي طرطوس جاهزة للتعامل مع إصابات كورونا.. وتساؤلات حول التعاطي مع الإعلام!
طرطوس – لؤي تفاحة
رغم صدور القرار المتأخر قليلاً بتخفيض دوام الجهات العامة بشكل جزئي، وتوقيف الدوام المدرسي في بعض المراحل، إلا أن كلّ المؤشرات والمعلومات المتوفرة “الشحيحة” المسرّبة من مديرية صحة طرطوس تؤكد أن عدد حالات الإصابة أو الاشتباه بوباء كورونا في تزايد، الأمر الذي يعطي صورة غير مطمئنة نظراً لخطورة الموجة الحالية، وبالتالي تزايد عدد الإصابات وكذلك الوفيات، وإن كانت ضمن المعدل العالمي مقارنة بعدد الإصابات.
ففي مشفى الباسل في طرطوس، بلغ عدد الإصابات الموجودة في قسم العزل 91 حالة اشتباه بكورونا، منهم اثنان في العناية المشدّدة، وبحسب الدكتور اسكندر عمار مدير عام مشفى الباسل يراجع المشفى يومياً من 15-18 مريضاً من ذوي الإصابات المتوسطة والشديدة وبمراحل عمرية متقدّمة، مع وجود إصابات لفئات عمرية صغيرة دون عمر الخمسين، حيث يعانون أصلاً من بعض الأمراض المزمنة كالسكري وغيره. ولفت عمار إلى أن الخدمات المقدّمة من وزارة الصحة تسهم كثيراً في معالجة الكثير من هذه الحالات، ولاسيما مع وجود جهازين لتصوير الطبقي المحوري يعملان على مدار الساعة ويقدّمان كافة الخدمات بشكل مجاني، وأشار مدير مشفى الباسل إلى أن الكادر الطبي والتمريضي في المشفى يبذلان أقصى الإمكانيات، بهدف تقديم الخدمات المطلوبة من لحظة وصول المريض إلى قسم الإسعاف، ولا يوجد أي نقص في التجهيزات المقدمة، وشدّد عمار على ضرورة التقيد بالإجراءات المحدّدة من قبل الوزارة بهدف كسر حلقات العدوى، ومنها أهمية ارتداء الكمامة والابتعاد قدر الإمكان عن مواقع الازدحام.
بدوره الدكتور ياسر جورية مدير عام مشفى الأطفال في طرطوس قال: توجد وحدة عزل في المشفى، حيث يتمّ تحويل كل إصابة صدرية أو مشتبه بها إليها، وكل من تمّ فحصه من الأطفال كانت نتائجه سلبية، علماً أن المشفى على جهوزية تامة للتعامل مع أي طارئ.
بدوره تحدث الدكتور حكمت بدور رئيس الشُعبة الصدرية في مشفى بانياس حول وجود (30) حالة اشتباه وفي أعمار متقدمة ومعظمها مستقر، حيث تقدّم لهم الخدمات المطلوبة والأدوية وفق البرنامج العلاجي المحدّد من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية مع أهمية الالتزام التام بالإجراءات المعلنة.
وبالطبع كنّا نودّ أن نقدم كافة الإحصائيات والمعلومات حول عدد الإصابات والحالات التي تراجع بقية المشافي الموجودة في المحافظة، مثل الشيخ بدر والدريكيش، كونها مرتبطة بمديرية الصحة باعتبارها ليست هيئات مستقلة، وكذلك حجم الأعمال المقدمة من قبل الكوادر الطبية وهي عظيمة بلا أدنى شك، والتي تعمل في ظروف لا تُحسد عليها على الإطلاق، نظراً لحجم المخاطر التي يتعرضون لها، وكذلك ما يخصّ أهمية الإسراع بجهاز الفحص bcr ، حيث تؤكد المعلومات تأخر وزارة الصحة في تأمينه لمحافظة طرطوس، رغم كثرة الأحاديث حوله وتداعيات ذلك، وما تسبّب به من مشكلات، وكذلك الأمر فيما يخصّ اللقاحات ونوعيتها، وكذلك الفئات التي تستفيد منها وعددها وغير ذلك، إلا أن مديرية صحة طرطوس فضّلت عدم الإجابة عنها، إلا من خلال المكتب الصحفي في وزارة الصحة، ولنا تجارب كثيرة معه وجميعها كانت سلبية وغير مشجعة، الأمر الذي يقدّم صورة ملتبسة حول دوره وكيفية تعاطيه غير المسؤول مع الإعلام!.
مع الإشارة إلى أن بعض المصادر في القطاع الصحي أملت باتخاذ قرار تعليق الدوام في الدوائر الرسمية ولاسيما المدارس بوقت مبكر، لتجنّب الكثير من الإصابات المؤكدة، التي تراجع فقط المشافي العامة، وهي كما أشرنا ليست بالقليلة في ضوء الإمكانيات المتوفرة، حيث تؤكد هذه المصادر أن من صفات هذه الموجة ما يعرف بالناقل الصامت لدى الطفل ومن دون أية أعراض ظاهرة بخلاف الموجات السابقة، وتبيّن حدوث عدة حالات بالإصابة لدى المرافقين والمخالطين، سواء من قبل الأهل أو الكادر التدريسي، مع أهمية الحديث عن ثقافة الإجراءات ومنها الكمامة والتباعد والتي على ما يبدو بأننا نحتاج لإجراءات أكثر صرامة في ضوء التعامل مع هذا الوباء الخطير!.