الغلاء ينغّص تحضيرات التسوق في رمضان
درعا – دعاء الرفاعي
لا يختلف اثنان على أنه مع قرب حلول شهر رمضان، وكلما بدأت التحضيرات والاستعدادات لاستقبال الشهر المبارك، يطغى الحديث عن غلاء الأسعار وارتفاعها الشديد بطريقة تبدو وكأن هناك علاقة بين قدوم هذا الشهر وارتفاع الأسعار!.
وفي جولة لـ “البعث” في أسواق مدينة درعا، استحوذ البعد الاستهلاكي والمعيشي على اهتمامات المواطنين، ليشكّل الشغل الشاغل لهم، وذلك على حساب البعد الروحي لطقوس رمضان، ولأن لا أحد ينكر سعي الجهات المعنية لفرض سلطتها الرقابية على الأسواق، والجهود الرامية لقمع ظاهرة الغلاء والحد من سلبياتها عبر جملة من القرارات والإجراءات بحق التجار في السوق، إلا أن هذه الخطوات كثيراً ما تفقد فاعليتها لجهة خفض الأسعار في ظل غياب هذا المصطلح من قاموس التجار!.
المواطنون أكدوا أنه طوال شهر رمضان تعيش الأسرة تحت الضغوط المالية الشديدة بسبب زيادة الأسعار بمعدلات كبيرة، ومع زيادة الاستهلاك خلال الشهر بنسب تصل في بعض الأوقات لنحو 25% مقارنة بالأشهر الأخرى، فإن الضغوط المالية تتزايد، خاصة مع استغلال التجار حالة زيادة الطلب على السلع، ورفعهم الأسعار بنسب عالية ترهق ميزانية الأسرة وتزيد أعباءها، وذلك بسبب عدم الرقابة، ومضاربات التجار.
ولفت الدكتور عمر العبد الله، مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا، إلى أن الجولات التموينية مستمرة على الأسواق لقمع جميع المخالفات، داعياً المواطنين للإبلاغ عنها، وتفعيل مراقبة الدوريات للأسواق حتى المساء بشكل منظم، وهي تتواصل مع المواطنين بشكل مباشر، ومعالجة ما يهمهم باهتمام بالغ، والمديرية مستعدة بكامل جهازها الإداري والرقابي على مدار اليوم للقيام بأي واجب يتعلق بهذه المهمات، مشيراً إلى أن المديرية تعمل على قمع المخالفات وضبط الأسعار، وسواها من الأعمال التي تصب في مصلحة المواطن، وهي تعمل على متابعة هذه الأعمال بشكل يومي ومراقبة الأسعار، بالرغم من حجم العمل الكبير الموكل إليها، مؤكداً أنه خلال شهر رمضان ستكثف المديرية من عملها لقمع أية مخالفة من شأنها إلحاق الغبن بالمواطن واستغلاله.
وبيّن العبد الله أن كوادر المديرية نظمت خلال الربع الأول من العام الحالي مئات الضبوط التموينية بحق الفعاليات الاقتصادية المختلفة من غذائية وخضار وفواكه وقصابة ومخابز وغيرها، وإغلاق 10 محطات وقود، وحرمان 11 أخرى.