دوري الأولى يصل للحسم والملاحظات على الشكل والمضمون لا تحصى!
مع وصول منافسات دوري الدرجة الأولى بكرة القدم إلى مبارتي الحسم للصعود للدوري الممتاز، وبالتالي انتهاء دور معظم الفرق، بات من الممكن الحديث عن سلبيات بالجملة استمرت بالتواجد لموسم جديد في هذه المسابقة التي كانت في يوم من الأيام منبعاً للمواهب وخزاناً للنجوم تستفيد منه أندية الدوري الممتاز.
وإذا أردنا الحديث عن الفرق الأربعة المتأهلة للدور الحاسم نجد أن ثلاثة منها على الأقل كان تأهلها مضموناً سلفاً قبل انطلاق مباريات الدور الأول حتى بما تمتلكه من إمكانيات مالية وفنية، وبالتالي لم تسعف شجاعة بعض الأندية في تقليص هذه الفوارق، وبالتالي بقيت الرتابة والفرز الطابقي مسيطرين على المباريات.
كان لافتاً أن المعاناة المالية استمرت لكثير من الأندية دون أن تجد من يسعفها، ففريق الجزيرة على سبيل المثال شارك في الدور الأول وتأهل كممثل عن محافظة الحسكة، لكنه لم يستطع الصمود في وجه المتطلبات الكثيرة للدور الثاني، فخاض بعض المباريات قبل أن ينسحب تحت ضغط العوز وقلة ذات اليد، في مشهد لخص حال أغلبية أندية الدرجة الأولى.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن بعض الأندية التي شاركت في الدور الأول، وكان هدفها مجرد البقاء دون التفكير في المنافسة، وخصوصاً أندية ريف دمشق، تحرم بعض الألعاب من مال النادي في سبيل توفيره لمشاركة كروية مخجلة يكون فيها درء الخسائر الكبيرة مقدماً على تحقيق الفوز أو الاقتراب من المنافسة، وكل ذلك دون وجود من يوقف هذه الظاهرة العجيبة؟
ظاهرة ملفتة أخرى يمكن الحديث عنها وهي الأعمار الكبيرة لمعظم لاعبي الأندية، مع تهميش واضح للاعبين الشبان في سبيل تحقيق فوز آني أو تأهل سريع، فتكفي الإشارة إلى أن أحد اللاعبين جاوز الـ 47 من العمر ومازال مستمراً، وآخر قارب الـ 40 وهو يبحث عن العودة للعب في الدوري الممتاز!.
كل ذلك ترافقه ملاحظة هامة تتعلق بشكل المسابقة التي لا تقدم أية فائدة تذكر في ظل قلة عدد المباريات التي تخوضها الأندية، وبالتالي نقص جرعة الاحتكاك اللازمة لتطوير المستوى، فبعض الأندية تحضر فريقها لخوض المباريات المعدودة، ثم تركن للراحة تاركة الأمور معلّقة حتى الموسم الجديد.
ما سبق من المفترض أن يكون تحت ملاحظة اتحاد الكرة الذي بات مطالباً منذ الآن بتهيئة الأرضية للموسم المقبل لمشاهدة مسابقة مختلفة شكلاً ومضموناً، وذلك لن يتحقق إلا بالتعاون مع أندية هذه الدرجة، وفهم احتياجاتها، وهذا الأمر بحاجة لتضحيات مادية كبيرة لا ندري من سيتحمّلها؟.
مؤيد البش