مجلة البعث الأسبوعية

وضعيات النوم وتأثيرها على صحة الجسم

عندما نحاول اتخاذ وضعية ما أثناء قيامنا بالتمارين في الصالة الرياضية فذلك لأننا نولي اهتماماً كبيراً لتجنب الإصابة وتحقيق أقصى استفادة من التمرين، وكذلك الأمر بالنسبة للنوم فالوضع مشابه أثناء اتخاذ وضعية النوم. إذ تلعب وضعيات النوم المختلفة دوراً مهماً في صحة الجسم فهي تؤثر على كل شيء من الدماغ إلى القناة الهضمية.

 

النوم الجانبي

علمياً يتمتع النوم على الجانب الأيسر بفوائد صحية أكثر من بقية وضعيات النوم، فأثناء نومك على جانبك الأيسر ليلاً يمكن للجاذبية أن تساعد في التخلص من النفايات المتواجدة في معدتك في رحلة عبر القولون الصاعد ثم القولون المستعرض، وأخيراً تفريغها في القولون الهابط، ما يشجعك على الذهاب إلى الحمام في الصباح.

 

فوائد

ويساعد النوم الجانبي على الهضم، إذ تنقل أمعاؤنا الدقيقة الفضلات إلى أمعائنا الغليظة من خلال الصمام اللفائفي العيني الموجود في أسفل البطن الأيمن.

كما يعزز صحة الدماغ، فعند المقارنة بالنوم على الظهر أو المعدة، فإن النوم على جانبك الأيسر أو الأيمن يساعد جسمك على إزالة ما يسمى بالنفايات الخلالية من الدماغ، وقد يساعد تطهير الدماغ هذا في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر والشلل الرعاش وأمراض عصبية أخرى.

ويقلل النوم الجانبي من الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم: النوم على جانبك يمنع لسانك من الرجوع إلى حلقك وسد مجرى الهواء جزئياً، وبالتالي إيقاف الشخير، وإذا لم يخفف النوم الجانبي من الشخير أو إذا كنت تشك في إصابتك بانقطاع النفس النومي غير المعالج، فتحدث إلى طبيبك لإيجاد حل يناسبك.

 

أضرار

آلام الكتف: قد يسبب لك النوم الجانبي آلاماً في الكتف، ولكن إذا قمت بالتبديل بين الجانبين واستمر الالم فالأفضل أن تجد وضعية نوم أخرى تناسبك.

عدم راحة الفك: إذا كان فكك مشدوداً فإن الضغط عليه أثناء النوم على جانبك يمكن أن يتركه يؤلمك بشكل أكبر في الصباح.

 

نصائح

يفضل الكثير منا بالفعل النوم الجانبي، فقد خلصت دراسة أجريت عام 2017 إلى أننا نقضي أكثر من نصف وقتنا في السرير في وضع جانبي.

لذلك إذا كنت تنام جانبياَ فمن المحتمل أن تقوم ببعض التقلبات أثناء الليل، ولكن ننصحك بأن تبدأ النوم على الجانب الأيسر لمنع الحموضة المعوية والسماح للجاذبية بنقل الفضلات عبر القولون، بدل الجانبين إذا كان كتفك يزعجك، وضع وسادة ثابتة بين ركبتيك وعانق واحدة لدعم عمودك الفقري.

 

النوم على الظهر

هناك الكثير من الإيجابيات من النوم على ظهرك أولاً يصبح من السهل الحفاظ على استقامة عمودك الفقري بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تزيل هذه الوضعية الضغط عن الكتف أو الفك وتقلل من صداع التوتر الناتج عن تلك المناطق.

وقد يؤدي النوم على ظهرك أيضاً إلى تقليل الشعور بعدم الراحة عن طريق تقليل الضغط والألم الناتج عن الإصابات القديمة أو الحالات المزمنة الأخرى.

 

فوائد

يخفف آلام الورك – يخفف آلام الركبة – يخفف التهاب المفاصل – يجنب الإصابة بالالتهاب الكيسي – يخفف الآلام العضلية للمفاصل – يمنع انسداد الأنف أو تراكم الجيوب الأنفية – يساعد على النوم بعمق.

 

نصائح

تغيير وضع نومك ليس بالأمر السهل، حيث اعتادت أجسادنا على طقوس نومنا لسنوات، ولكن باستخدام الوسائد بطرق مختلفة يمكن أن تساعدنا في بدء التغيير للأفضل.

لتخفيف آلام المفاصل: نَم على وسادة إسفنجية أو ارفع رأس سريرك 18 سم تقريباً، ثم استلقِ مع مباعدة رجليك بمسافة عرض الورك وافتح ذراعيك وارفع ركبتيك بوسادة، وبذلك ستوزع وزنك بالتساوي وتتجنب الضغط على مفاصلك.

لتخفيف آلام الظهر: ضع وسادة تحت ركبتيك، لأنها ستساعد في تدعيم وضعية عمودك الفقري.

لتخفيف حرقة المعدة: استخدم وسادة إسفينية أو ارفع رأس سريرك بمقدار 18 سم، إذ يمكن أن يساعد الارتفاع في منع تراكم الجيوب الأنفية عندما يكون لديك انسداد في الأنف يعطل نومك كما يمكن أن يخفف أيضاً من ضغط الوجه والصداع.

 

النوم على المعدة

إذا كنت تنام على معدتك ولاحظت أنك تعاني من آلام الظهر، فمن المحتمل أن تكون طريقة النوم هي السبب.

فنظراً لأن غالبية وزن جسم الإنسان يقع حول معدتك، فإن النوم يهذه الطريقة تزيد من إجهاد العمود الفقري في الاتجاه الخاطئ، مما يتسبب في آلام الظهر والرقبة.

والفائدة الوحيدة لوضعية النوم المواجهة للأسفل هي أنه قد يساعد في إبقاء مجاري الهواء مفتوحة، إذا كنت تعاني من الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم، ومع ذلك فإن الخيار الجانبي أفضل.

 

نصائح

حاول دائماً تجنب النوم على معدتك، ولكن إذا لم تستطِع النوم بأي طريقة أخرى، فحاول تطبيق هذه النصائح:

– استخدم وسادة مسطحة عبر وضعها أسفل حوضك للمساعدة في تخفيف الضغط.

– بدل الطريقة التي تدير بها رأسك كثيراً لتجنب تصلب الرقبة.

– لا تربط ساقك إلى جانب واحد بركبة مثنية، فهذا لن يؤدي إلا إلى المزيد من آلام الظهر.

– احرص على عدم وضع ذراعيك تحت رأسك أو تحت الوسادة، قد يتسبب ذلك في تنميل الذراع أو الوخز أو الألم أو آلام في مفاصل الكتف.

 

أخيراً

ربما يكون كل هذا الحديث عن النوم قد جعلك تشعر بأنك جاهز لأخذ قيلولة، لذلك إذا كنت على وشك الذهاب إلى الفراش الآن تذكر أن تضع في اعتبارك طريقة نومك، وقم بإجراء التعديلات عليها عند الضرورة.

كما عليك الانتباه إلى أنّ غالبية ما يعانيه الناس من أرق إنما هو بسبب اتخاذ وضعية نوم لا تناسبهم، وبالتالي تسبب لهم عواقب طويلة المدى على صحتهم.