باتروشيف: “ناتو” يدرّب إرهابيين في أوكرانيا لمهاجمة روسيا
على خلفية السجال الحاصل بين روسيا والغرب حول نشر قوات أطلسية على حدودها الغربية مع أوكرانيا، ومحاولات “ناتو” المستمرة لمحاصرة موسكو ومنعها من الاضطلاع بدورها الدولي، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، اليوم، أن مراكز لتدريب أفراد قوات خاصة قد تستخدم لشن هجمات إرهابية في روسيا تم نشرها في أوكرانيا بدعم غربي.
وقال باتروشيف خلال اجتماع حول ضمان الأمن القومي في أراضي شبه جزيرة القرم الروسية: إنه “بدعم من المموّلين الغربيين أقيمت في أراضي أوكرانيا مراكز لتدريب قوات خاصة. وليس من المستبعد أن يتم توجيه خريجي هذه المراكز بالتحضير لشن هجمات إرهابية ليس في روسيا فحسب، بل في أراضي دول أخرى”.
وأكد باتروشيف أن خطر الهجمات الإرهابية “لا يزال قائماً” في شبه جزيرة القرم بسبب الأنشطة المناهضة لروسيا من الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو” وعدد من دول الاتحاد الأوروبي.
ونقلت سبوتنيك عن باتروشيف قوله اليوم: “الشروط المسبقة لظهور تهديد للأمن القومي في القرم ما زالت قائمة بسبب التعقيد المحتمل للوضع بين الأعراق والأديان واحتمال وقوع هجمات إرهابية”، مضيفاً: “من الأسباب الرئيسة لهذه التهديدات.. الأنشطة التخريبية للولايات المتحدة وحلف الناتو الذي تسيطر عليه وعدد من دول الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بهدف تشويه سمعة السياسة الداخلية والخارجية لروسيا”.
وفي وقت سابق أعلن الجيش الأوكراني أنه بصدد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع قوات “ناتو” في خطوة قد تؤجّج التوترات مع موسكو التي أبدت اعتراضها على هذه التدريبات.
وحذرت روسيا “ناتو” من إرسال قوات إلى أوكرانيا حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “روسيا ستتخذ إجراءات إضافية إذا أقدم الناتو على هذه الخطوة”.
وفيما يخص العلاقات الروسية الأمريكية، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم أن روسيا تريد بناء علاقات مع الولايات المتحدة على أساس المنفعة المتبادلة.
وقالت زاخاروفا في حديث تلفزيوني: “من الناحية العقائدية والأيديولوجية والسياسية أردنا ونريد أن نبني علاقات مع الولايات المتحدة على أساس المنفعة المتبادلة لكي يكون هذا مفيداً لبلدينا.. لكن التصريحات والخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة حتى وقت قريب تجعل محاولات تجاهل هذا أمراً مستحيلاً”.
من جهة ثانية أوضحت زاخاروفا أن الخارجية الروسية تقوم بدورها ضمن العمل بشأن التحضير للقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن.
وقالت زاخاروفا تعليقاً على التحضير للقاء بين بوتين وبايدن: “هذا من اختصاص إدارة الرئاسة ونحن بالتأكيد نقوم بدورنا ضمن العمل”.
يشار إلى أن بوتين بحث مع نظيره الأمريكي خلال اتصال هاتفي أمس عدداً من القضايا من بينها ضمان الأمن العالمي والوضع الحالي للعلاقات الثنائية.
وخلال المكالمة اقترح بايدن على بوتين عقد قمة بينهما خلال الأشهر المقبلة في بلد ثالث وأعاد تأكيد أهمية بناء علاقة مستقرة مع روسيا.
وفي الشأن ذاته، استدعي السفير الأميركي لدى روسيا جون سوليفان اليوم إلى مكتب مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية لوكالة سبوتنيك: “تمت دعوة السفير الأميركي إلى أوشاكوف.. وتم إبلاغه خلال المحادثة أنه إذا قام الجانب الأميركي بتصرفات غير ودية جديدة على شكل عقوبات على خلفية كلام جو بايدن حول نيته تحسين العلاقات مع روسيا فإن الجانب الروسي سيردّ بأكثر الطرق حسماً”.
وتشهد العلاقات الروسية الأميركية توتراً متصاعداً حيث سبق أن استدعت الخارجية الروسية سفيرها لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف وأعادته إلى موسكو في الـ20 من آذار الماضي للتشاور على خلفية التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي بايدن ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.