قيادة الحزب في ذكرى الجلاء: نخوض اليوم معركة حماية الاستقلال
دمشق- البعث:
تحتفل جماهير شعبنا بالذكرى الخامسية والأربعين لذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية مؤكدة أن سورية اليوم تقود معركة الدفاع عن استقلالها وسيادتها بمواجهة القوى التي تريد مرة أخرى السيطرة عليها واحتلالها، مجددة العهد بأن أبناء الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وفوزي القاوقجي وحافظ الأسد وغيرهم من المناضلين يسيرون على نفس الدرب في دحر المحتلين وعدم السماح لهم بالمساس بذرة تراب واحدة من أرضها والتضحيات التي قدموها ومازالوا منذ بداية الحرب الإرهابية عليها قبل عقد من الزمن تؤكد ذلك.
وأصدرت القيادة المركزية للحزب بياناً بهذه المناسبة بينت فيه أن معركة الجلاء كانت معركة الوصول إلى الاستقلال، واليوم نخوض معركة جلاء أخرى هي معركة حماية الاستقلال والتمسك به خياراً لا عودة عنه في منطقة عزَّ فيها الاستقلال الحقيقي، مؤكدة أن كفاح السوريين لم يتوقف عند التصدي للاستعمار القديم بل استمر في مواجهة الاستعمار الحديث بأشكاله المختلفة كالهيمنة والتسلط وفرض التبعية وتشكيل الأحلاف والحصار الاقتصادي وغير ذلك من الأشكال؛ لهذا فإن التصدي الذي أدهش العالم اليوم هو تأكيد على تقاليد الشعب العربي السوري وثقافته العامة وتمسكه بعروبته واستقلاله. والاستقلال لدى السوريين لا يختزل في صيغته الشكلية الصورية وإنما هو استقلال حقيقي يتضمن حرية الخيار الوطني والقومي واستقلال القرار استقلالاً تاماً. فإذا كانت دول الاستعمار الحديث تتصرف مع أنظمة المنطقة وكأنها دمى تحركها كيف تشاء فإن الشعب العربي السوري أكد باستمرار رفضه لكل أشكال التبعية.
وأضاف بيان القيادة أنه مهما كان ثمن التصدي والمقاومة مرتفعاً فإنه بالتأكيد أقل من ثمن التبعية، والأمثلة حولنا واضحة وجلية حيث يكون سفراء دول الاستعمار الحديث ملوكاً لا يُعصى لهم أمر في عواصم بعض الدول، وتابع: لقد اعترف مؤرخو حقبة الاستعمار أن سورية هي البلد الأول في المنطقة الذي نال استقلاله الناجز عام 1943 وجلاء آخر جندي فرنسي محتل عن أرضه في 17 نيسان 1946.
ولم يأت هذا الإنجاز التاريخي نتاجاً لتوازن القوى بين الدول الاستعمارية أو لتغيرات موضوعية في العلاقات الدولية، وإنما جاء نتيجة مباشرة للتصدي الشعبي الواسع للاستعمار الفرنسي؛ فمنذ اليوم الأول خرج المناضلون السوريون في ميسلون ليمنعوا الجيش المحتل الغازي دخول عاصمتهم الخالدة، وقد أقسموا ألا يسجل التاريخ أبداً أن دمشق دخلها محتل دون مقاومة، وبعد ذلك عمت الثورة السورية الكبرى كل مناطق القطر من جنوبه إلى شماله، ومن شرقه إلى غربه حتى التحرير الكامل الناجز عام 1946.
وأكد بيان القيادة أن حزب البعث إذ يفخر أن طلائعه قبل التأسيس كانت بين صفوف ثورة الجلاء وبأن مناضليه بعد التأسيس كانوا في مقدمة المتصدين للأحلاف وخطط الاستعمار الجديد؛ يؤكد اليوم من جديد أن أعضاءه موجودون في صفوف المتصدين لهذه الحروب العدوانية الإرهابية على وطننا الحبيب. كما يفخر أن أمينه العام سيادة الرئيس بشار الأسد قائد هذه الأمة وصانع التاريخ في هذا العصر، وهو رمز كفاح هذا الشعب العظيم، والمقاوم الأول في مواجهة تاريخية لا يستطيع قيادتها بهذا القدر من التدبير والحكمة إلا سيادة الرئيس بشار الأسد. فتحية لهذا القائد صانع النصر وحامي الاستقلال في يوم الجلاء، خاصة وأننا على أبواب استحقاق دستوري تاريخي يؤكد وفاء الشعب لعظمائه. وتحية لأهلنا الأشاوس في الجولان المحتل وفي المناطق السورية الواقعة تحت الاحتلال التركي والأمريكي وما يتبع لهما من عصابات الإرهاب، وتحية إلى جيشنا البطل وشهدائنا الأبرار منذ عهد الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي وحتى اليوم.
وفي السياق أصدرت النقابات والمنظمات الشعبية والمهنية بيانات بهذه المناسبة أكد فيها على معاني الجلاء في هذه الأيام التي تعيشها سورية اليوم في مواجهة المحتلين.
حيث أصدرت نقابة المحامين بيانا جاء فيه: تشارك جماهير المحامين أبناء الوطن احتفالاتهم بعيد الجلاء، جلاء المستعمر الفرنسي عن وطننا الحبيب، والذي تحقق بفضل تضحيات ونضال أبنائه ووحدتهم الوطنية وكفاحهم وحبهم لوطنهم، ودمائهم النقية التي طهرت الأرض من رجسه محققة انتصارا تاريخياً هو الأول من نوعه في المنطقة العربية، والذي اسقط المؤامرات والمشاريع الاستعمارية ضدها راسما طريق المقاومة لبقية دولها ليصنع تجربة نضالية فريدة في الدفاع عن الأرض ومقاومة الاستعمار، تجربة زادت من يقين الآخرين أن طريق المقاومة بمختلف أشكالها، هو السبيل الوحيد لمواجهة الاستعمار، وتحقيق الاستقلال والكرامة الوطنية. وأضاف البيان: تمر الذكرى ووطنا الحبيب يواجه منذ احد عشر عاماً حرباً شرسة ظالمة، لم يعرف التاريخ لها مثيلا من حيث الإرهاب والإجرام، والدعم بمختلف أنواعه بهدف تدمير الدولة السورية بكل مقوماتها، والنيل من سيادتها الوطنية وحرية قرارها السياسي، وتجربتها النضالية ودعمها للمقاومة ولحرفها عن خطها القومي، واليوم تشتد هذه الحرب من خلال حصار اقتصادي شديد يستهدف كل مقومات الحياة، إلا أن أهدافها سقطت أمام إرادة الشعب العربي السوري، وقوة وحدته وتمسكه بوطنه وتضحيات الجيش العربي السوري، وحكمة الرئيس الأسد، ليثبت هذا الشعب أن الوطن فوق كل اعتبار، وان الغالي والثمين يرخص في سبيله وحب الحياة أقوى من كل الإرهاب .
وأكدت النقابة في بيانها إن الاحتفال بذكرى الجلاء هو تأكيد وإصرار على متابعة المسيرة، لتحرير كل شبر محتل من أرضنا من رجس المحتل، وفي مقدمتها جولاننا العربي السوري وهذا التحرير سيتم بهمة جيشنا البطل، وأهلنا الشرفاء فيه، وهو مناسبة لنؤكد فيها وقوفنا خلف قائدنا البطل السيد الرئيس بشار الأسد، ووفائنا لدماء شهدائنا الأبرار.
وذكرت نقابة الفنانين في بيانها أن الاحتفال بعيد الجلاء هو تأكيد على مواصلة طريق النضال والتضحية والكفاح في سبيل الوطن التي خطها الأجداد والآباء وتكريس لقيمه ومعانيه وهو استكمال للانتصارات التي حققها الشعب العربي السوري خلال الأعوام الماضية في مواجهته للحرب الإرهابية التي يواجهها بكل قوة وشرف والتي سجل فيها بفضل قوة وحدته وتضحيات جيشه البطل وحكمة قيادته المتمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد أعظم الانجازات العسكرية ضد الاستعمار الجديد وهو الشكل الجديد للاستعمار القديم والذي لم تتغير أهدافه ومخططاته وان تغير الشكل والأسلوب راسما معادلة ردع جديدة لم يعتد عليها هذا الاستعمار واليوم يسجل نصرا جديدا بتحريره لمعظم المناطق التي دخلها الإرهاب بدعم وتسهيل من هذا الاستعمار وقريبا سيتم تحرير كل شبر تم تدنيسه من قبله وأدواته لان هذا الشعب لم يكن يوما إلا حرا ولم يعرف الرضوخ والاستسلام مشيرة إلى أن ذكرى الجلاء مناسبة نجدد من خلالها عهد الوفاء للدماء الطاهرة التي روت ارض الوطن ولبذل المزيد من الجهد والعطاء في سبيل إعادة بناء ما دمره الإرهابيين لنبني سورية المستقبل .
وأكدت نقابة الصيادلة أن الاحتفال بعيد الجلاء يختلف عن الاحتفال بأي عيد لأنه عيد الوطن والكرامة والعزة وفيه تم تطهير الأرض من رجس آخر جندي فرنسي لتتابع بعدها مسيرة التحرير ضد الاستعمار بمختلف أشكاله ومخططاته وخلال الأعوام الماضية من الحرب الإرهابية التي نواجهها كان الجلاء حاضرا كل يوم في انتصارات وبطولات الجيش العربي السوري وهو يحرر الأرض من رجس الإرهاب ويقدم الآلاف من الشهداء قرباناً في سبيل عزة الوطن ولتبقى ارض الوطن طاهرة مشيرة إلى انه مع كل احتفال بعيد الجلاء يوجه الشعب العربي السوري رسالة جديدة مفادها أن الوطن فوق كل اعتبار وأرضه حرام على غير أبنائه مشددة على أن صيادلة سورية سيتابعون مسيرة الجلاء من خلال بذل المزيد من الجهد والعمل لتطوير قطاعهم الدوائي والذي بقي صامدا منتصرا على الإرهاب الذي طاله بفضل تضحيات وجهود الصيادلة والعاملين فيه .
ورأت نقابة المهندسين الزراعيين انه مع كل احتفال بعيد الجلاء تضاء شمعة جديدة من شموع الحرية والكرامة في مواجهة الإرهاب والتخلف والجهل لتستمر مسيرة النضال والكفاح ضد الأعداء وليؤكد أبناء الوطن أنهم محافظين على هذه المسيرة ومواجهتهم للحرب الإرهابية منذ احد عشر عاما بكل قوة وصبر خير دليل على ذلك مشددة على أن الاحتفال الأكبر سيكون بتحرير كل شبر دخله الإرهاب وهذا الاحتفال أضحى قريبا منوهة إلى المهندسين الزراعيين سيبقون أوفياء لذكرى الجلاء من خلال عملهم وأبحاثهم لتطوير القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي وسيقون أوفياء لدمائهم الشهداء التي روت أرض الوطن لتنبت أزهار الحرية .
وأكدت نقابة الأطباء البيطريين أن الشعب العربي السوري يحتفل بذكرى الجلاء وهو أكثر قوة ومنعة وتمسكا بسيادته الوطنية وبجيشه وقائده وهو يحقق المزيد من الانتصارات الميدانية والسياسية والاقتصادية في الحرب الظالمة التي فرضت عليه والذي أكد من خلالها انه لا تفريط بالمبادئ ولا مساومة عليها وان الاحتفال هو وفاء لمسيرة الآباء والأجداد ولأرواح الشهداء التي روت ارض الوطن ليبقى طاهرا ولتستمر مسيرة الشهادة لأنها الطريق النصر والتحرير.