ازدحام على كوات الأفران ومدير فرع المخابز يعزو السبب لدخول شهر رمضان
حلب – محمد ديب بظت
تتكتف السواعد، وتتأفف الأفواه، وتتعرق الجباه، ولا تستطيع الناس أن تكبح جماح غضبها كلما طالت عليها مدة الوقوف على طوابير الأفران، أما صورة العجائز وسط مزاحمات الحشود فتعكس صعوبة ما يكابدونه من أجل الحصول على رغيف الخبز، حيث شهدت أفران مدينة حلب في الأسابيع القليلة الماضية اكتظاظا بأعداد المواطنين عند نوافذ البيع أو أمام سيارات المعتمدين إذ يصل بهم الوضع في بعض الأوقات إلى الوقوف مدة ثلاث ساعات، إضافة إلى شكواهم من التراجع النسبي في جودة الرغيف…!
مدير فرع مؤسسة مخابز المدينة جهاد سمان عزا سبب الازدحام إلى حلول شهر رمضان وخوف المواطنيين من عدم توافر المادة خلال هذا الشهر…!.
وعن دور فرع المخابز بمحاولة الحد أو التخفيف من وضعية الازدحام، بين السمان أنهم ينقلون الخبز عبر سيارات جوالة لتغذية المخابز الأكثر ازدحاما وخاصة ضمن المناطق والأحياء ذات الكثافة السكانية العالية كأفران الزبدية والرازي، وقاضي عسكر، إذ تستعين المؤسسة بالأفران ذات الازدحام الأقل ويجري تحميل السيارات المتنقلة بالخبز للتخفيف من وطأة الازدحام في الأفران الأخرى.
وأضاف السمان أن ذروة الازدحام خلال شهر رمضان تكون قبل فتح المخبز حتى، وذلك على عكس الأيام الأخرى التي كانت الذروة فيها خلال انصراف الموظفين، مشيرا إلى تقسيم مواعيد عمل الأفران بغية تأمين ربطات الخبز للمواطنيين والمعتمدين المرخصين من قبل مديرية التجارة الداخلية على حد سواء حيث يبدأ من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل حتى السابعة صباحاً تأمين مخصصات المعتمدين، وبعدها بساعتين يوزع الخبز الخاص بالمواطنيين.
وبخصوص سوء جودة الخبز في بعض الأفران، أوضح مدير فرع المخابز أن سبب ذلك يعود إلى نوعية الطحين إضافة إلى العامل البشري وتقلبات الطقس، وكبر المخبز أو صغره، كما أن لقدم الآلات دور في هذا الأمر، مدحضا في الوقت ذاته جميع الأقاويل التي تتحدث عن نقص في الخميرة.
خلال تواجدنا في مكتب السمان وردت شكويان حيال معتمدين أحدهما من منطقة السفيرة في ريف حلب، والآخر في حي حلب الجديدة، وتضمنتا عدم التزام المعتمد بتوزيع ربطات الخبز للمواطنيين، الأمر الذي دفعنا للتساؤل عن دور المؤسسة في أمر متابعة المعتمدين، ليؤكد السمان على عدم وجود ضابطة تخول المؤسسة محاسبة المخالفين من المعتمدين، وهذا الأمر إنما هو من مسؤولية جهات أخرى كحماية المستهلك والتموين، منوهاً إلى أن عقوبة مثل هذه المخالفة هي الغرامة بمئتي ألف ليرة سورية وسحب رخصة الاعتماد منه، في حين أن عمل المؤسسة والمخالفات التي تنضوي ضمن مسؤليتها فتكمن فيما يحدث داخل الفرن، وما يحصل خارج الكوة فهم ليسوا بمسؤولين.
وختم السمان كلامه بالإشارة إلى أن الأفران تعمل بأقصى جهدها، وأنه ما من داع للخوف أو التفكير في نقص مادة الخبز لطالما أنه لا وجود أزمة في مادة الطحين أصلاً، مؤكداً أن الأفران تعمل على مدار الساعة ولن تعطل سوى أول أيام عيد الفطر.