800 ألف م3 من المياه يومياً لدمشق.. والتقنين في حدوده الدنيا
دمشق- ميس خليل
أثّرت الهطولات المطرية والثلجية هذا العام بشكل إيجابي على صعيد غزارة نبع الفيجة وتأمين المياه للعاصمة دمشق، بحيث وصلت كمية الهطولات على منطقة حوض الفيجة التي يستفيد منها النبع إلى 85% من المعدل المائي، ووصلت غزارة النبع خلال الفترة الماضية إلى 15 م3 بالثانية، وتراجعت حالياً لتصبح بين 12 – 12.5 م3 بالثانية.
معاون مدير مؤسّسة مياه الشرب والصرف الصحي للشؤون الفنية في دمشق وريفها عمر درويش أوضح لـ”البعث” أنه يتمّ تغذية مدينة دمشق والريف المحيط بها، أي مناطق “صحنايا – معضمية الشام – داريا – جديدة عرطوز – أشرفية صحنايا – الكسوة – ضاحية 8 آذار – القزاز – دف الشوك – جرمانا – حرستا – وعربين” يومياً بـ 800 ألف م3 من المياه، أي ما يعادل 9 إلى 9.5 م3 بالثانية، وهناك الآن ما يقارب الـ3- 3.5 م3 بالثانية فائضة على نهر بردى، وهذه المياه هي التي تُجري النبع حالياً وزائدة عن احتياج مدينة دمشق والريف المحيط بها، مشيراً إلى أن ضخ المياه لمدينة دمشق على مدار الـ24 ساعة حالياً نتيجة وصول المياه إليها بالإسالة، ولكن هناك بعض الأحياء نتيجة موقعها الجغرافي كجادات المهاجرين- جادات ركن الدين- عش الورور– المزة 86 “مناطق مرتفعة” فهي تحتاج إلى ضخ، والآن بسبب وضع الكهرباء نضطر لاتباع نظام التقنين فيها ليس بسبب نقص المياه وإنما بسبب وضع الكهرباء.
أما عن تغذية الريف المحيط بدمشق بالمياه فقد ذكر درويش أنه يتمّ عن طريق الدور، أي أن مدينة جرمانا لها دور– صحنايا– المعضمية لها– الجديدة– أشرفية صحنايا، خاصة وأنها مدن كبرى وفيها كثافة سكانية، في حين أن قرى ريف دمشق لكل قرية –بحسب درويش- مصدر مائي منفصل، وهناك بعض المشاريع المركزية لتغذية قرى الريف كمحطة نبع بردى، وهي رافد أساسي أيضاً لمياه دمشق وتغذي 10 قرى بالمياه، إضافة إلى تغذية جزء كبير من قدسيا وضاحية قدسيا وجزء من حي الورود، فضلاً عن وجود مشاريع مركزية أخرى كمشروع إرواء الغوطة الغربية “مشروع ريما”، وهو مشروع مخصّص لدعم جديدة عرطوز وصحنايا وتمّ دعمه خلال الفترة الماضية بأربع آبار إضافية، ولكن حالياً نتيجة سوء الوضع الكهربائي لم يتمّ التمكن من الاستفادة منه.
وأشار درويش إلى مشكلة متفاقمة تتمثل بانقطاع التيار الكهربائي والتي لها آثار سلبية على ضخ المياه وتغذية المواطنين بالمياه، إضافة إلى عدم وجود كميات كافية من المازوت لتشغيل مجموعات التوليد الاحتياطية التي تعوّض عن نقص الكهرباء.
آبار جديدة
وعن عدد الآبار الموجودة بالخدمة والخطة لحفر آبار جديدة، أوضح معاون مدير المؤسّسة أن في ريف دمشق هناك 1270 بئراً بالخدمة، وهناك مجموعة من الآبار تمّ حفرها العام الماضي، وسيتمّ خلال هذا العام تجهيزها ووضعها بالاستثمار، لكن الأمر متوقف على الاعتمادات المالية، إضافة إلى حفر بئرين في مدينة الرحيبة وبئرين في مدينة جيرود وبئرين في الشعارة وبئر في قرية رأس المعرة في يبرود، وهي قيد الإعلان للبدء بالحفر، كما أن هناك مشروعاً مهماً جداً حيث بدأت المؤسّسة بحفر بئر بعمق 1200 متر في قريتي الشياب والمطلة التابعتين للكسوة بتكلفة 550 مليون ليرة، خاصة وأن البلدتين تعانيان من شح مياه منذ فترة طويلة جداً لانعدام المصادر المائية، وهناك مشروع آخر في ضاحية الأسد لاستبدال شبكة جزيرة الـ b4″قيد العمل حالياً”، وتمّ الانتهاء أيضاً من تأهيل شبكة مياه بسيمة بعد عودة الأهالي إليها.
وتطرّق درويش إلى الآبار المتوقفة عن العمل والتي بحاجة إلى إعادة تأهيل وهي آبار الغوطة الشرقية، فبعد تحرير المنطقة من العصابات الإرهابية تمّ تأهيل ما يقارب 260 بئراً من أصل 400 بئر كانت موجودة في الخدمة قبل الحرب.
وفيما يخصّ التأكد من سلامة المياه قبل ضخها للمواطنين، أوضح درويش أن هناك فرقاً مختصة لقطف العينات، إضافة إلى وجود دائرة اسمها دائرة التحليل والتعقيم ومخبر مركزي حائز على شهادة الايزو، وهو من أهم مراكز التحليل المركزية ويحلّل العينات بشكل يومي، إضافة إلى قطف عينات من مختلف مصادر ريف دمشق، كما أن هناك تحاليل دورية وتحاليل طارئة بناء على شكاوى المواطنين.
العكارة طبيعية
وعن عكارة المياه، ذكر معاون المدير أنه بالنسبة لمدينة دمشق، نعاني سنوياً خلال أشهر شباط وآذار ونيسان عند فيضان نبع الفيجة وازدياد غزارته من العكارة، ولكنها عامل طبيعي من عوامل الطبيعة وهي غير ضارة، وتكون خلال فترة وجيزة أي خلال فترة الربيع، منوهاً بأن العكارة هذا العام كانت خفيفة جداً، كما أن مياه دمشق من المياه القليلة في العالم التي لا تحتاج إلى تعقيم فهي تخرج من باطن الأرض نظيفة ومعقمة، ولكن نحن نقوم بتعقيمها بشكل احترازي، مؤكداً أن كافة المياه المنتجة من مؤسسة مياه دمشق وريفها تخضع للتعقيم ومن المستحيل ضخ مياه غير معقمة، فسلامة المياه في الدرجة الأولى.
وحول تقنين المياه لهذا العام، بيّن درويش أن غزارة نبع الفيجة حالياً في أوجها، ولذلك فإن مدينة دمشق تغذى بالمياه خلال الـ24 ساعة، ولكن غزارة النبع متغيرة وتبدأ بالتناقص بعد الربيع، وهذا التناقص يقابله التقنين بالمياه، فزيادة ساعات التقنين بالمياه تتناسب طرداً مع قلة غزارة النبع. وطمأن درويش المواطنين بأنه وحتى عيد الفطر لن يكون هناك تقنين بالمياه، إلا لبضع ساعات يومياً وبحسب المناطق.