ترامب يدشن المعركة داخل الحزب الجمهوري
تقرير إخباري
شنّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال مؤتمر لمانحي الحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا، هجوماً عنيفاً على زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل في خطاب كشف بوضوح أن ترامب لا يزال عازماً على المنافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة، وأنه ألغى وتجاوز فكرة تأسيس حزب جديد.
كان ترامب قد ناقش فكرة تأسيس “حزب الوطنيين” مع عدد من مساعديه وأشخاص مقربين، وكان ينوي تسمية الحزب الجديد بـ”الحزب الوطني”، لكنه تحدث عن الحزب في مرحلة سابقة، باعتبارها فكرة غير صائبة، لأسباب كثيرة، أبرزها أنها لن تتيح له الترشّح في الانتخابات الرئاسية المقبلة لتقدّمه في السن، ولأن الحزب الجديد سيكون بحاجة إلى وقت طويل وأداء مميز على مدى سنوات ممتدة كي يتمكّن من طرح مرشح قادر على المنافسة في الانتخابات الرئاسية. أما الحقيقة الثالثة، فهي أن ترامب، ولكي يتمكّن مجدداً من السيطرة على مقاليد الحزب الجمهوري، عليه أن يقضي بشكلٍ نهائي على قوة ونفوذ ما أطلق عليه اسم “الجماعة التقليدية” المهيمنة على الحزب، التي رأت في دور ترامب بجريمة اقتحام الكابيتول نكسة لا تُغتفر للحزب الجمهوري.
المعروف عن الرئيس السابق أنه يستخدم عبارات بذيئة جداً وغير لائقة على الإطلاق، ولا تستخدم في الأوساط السياسية أو الدبلوماسية، واستخدامه لهذه اللغة في مهاجمة ميتش ماكونيل يؤكد جديته في خوض معركة طاحنة مبكرة ضد قيادات الحزب التقليديين الذين لم يكن في مقدورهم التكيف مع جنوح ترامب نحو الشعبوية، وعلى رأسهم ماكونيل الذي ربما يكون الضحية الأولى لعودة ترامب إلى فرض نفسه كزعيم وكقيادي للحزب الجمهوري.
وخلال مؤتمر مانحي الحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا أعلن عزمه وإصراره على زعامة الحزب والترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024م. لكن زعيم الجمهوريين ماكونيل ربط في مقابلة تمّ وصفها بأنها مهمّة مع شبكة “فوكس نيوز” ترشيح ترامب بنيل ثقة الحزب أولاً.
موقع “أكسيوس” الأمريكي الإلكتروني نقل عن كبار حلفاء ترامب قولهم، عقب مؤتمر مانحي الحزب الجمهوري، إن الرئيس السابق يسعى بكل ما يملك إلى إيصال رسالة إلى قادة الحزب، تقول إنه أحكم قبضته الحديدية على القاعدة الجمهورية، وسيواصل إظهار قوته ونفوذه وسطوته على الحزب. لكن هل سيقبل قادة الحزب الجمهوري ما يمكن تسميته (عودة طوعية) لذلك الرئيس؟.
إن التبرّؤ من دور مستقبلي لترامب في الحزب هو أقل ما يمكن عمله كي يستطيع الحزب المنافسة السياسية مجدداً، خصوصاً وأن معركة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس باتت على الأبواب عام 2022، ولكن يبدو أن القيادة التقليدية للحزب الجمهوري غير قادرة على مواجهة تيار ترامب الكاسح.
الصراع الساخن الجاري على قيادة الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة لم يُحسم بعد، وربما يكون في بدايته، وأمامه مشوار طويل كي يستطيع أن يحسم صراعاته الداخلية دون منافس، وأن يتهيأ للمنافسة الانتخابية مجدداً في ظل أداء يحظى بالدعم الشعبي المتصاعد لإدارة الرئيس بايدن.
ريا خوري