روسيا: عبور السفن الغربية إلى البحر الأسود زيادة في الضغط والابتزاز
في إطار سعيه المتواصل لشيطنة روسيا وابتزازها لإجبارها على تقديم تنازلات في ملفات حساسة في العالم، يواصل الغرب استفزازه لروسيا من خلال محاولة حصارها وعزلها دبلوماسياً عبر سياسة طرد الدبلوماسيين الروس بإيعاز من وراء المحيط، فضلاً عن محاولة إرهابها من خلال استعراض القوة الذي تقوم فيه بالتناوب في البحر الأسود على حدود روسيا مباشرة.
وآخر هذه الحركات الاستعراضية عبور السفن الحربية البريطانية إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، حيث أكدت الخارجية الروسية أنه يهدف إلى تخويف روسيا وإثارة المزيد من التوتر.
وقال المصدر لوكالة سبوتنيك معلقاً على خطط لندن التي أرسلت إلى أنقرة إخطاراً بعبور سفنها إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور خلال الأسبوع الأول من شهر أيار المقبل: “كل ما يحدث حول عبور السفن إلى البحر الأسود له هدف واحد وهو زيادة الضغط على موسكو على أمل أن نفهم منه شيئاً ما وأن نتصرّف كما يتوقعون منا وأن نبدي المرونة تجاه أمر ما، ربما يعتقدون أنه من الممكن أن نخاف من شيء ما، هذا هو الهدف”.
وأضاف المصدر: إن إثارة التوتر من الدول الغربية لا يرتبط فقط بالبحر الأسود وإنما يتعلق بعلاقاتنا الثنائية والوضع العالمي.
ودعت روسيا في أكثر من مناسبة الولايات المتحدة والدول الغربية إلى الكف عن “الاستعراض المتهور للسلاح” في البحر الأسود على خلفية تحرّكات سفنها الحربية هناك، مشدّدة على أن السلام والأمن في هذه المنطقة لا يحتاجان إلى تدخل خارجي.
إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” من نية روسيا حجب بعض مناطق البحر الأسود أمام السفن العسكرية والحكومية الأجنبية، داعية الطرف الروسي إلى التخلي عن هذا الإجراء.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أصدرته ليلاً: إن خطة روسيا لمنع مرور السفن الحربية والحكومية الأجنبية عبر بعض مياه البحر الأسود في ظل تنفيذ مناورات عسكرية تثير “قلقاً عميقاً” وتعتبر “استفزازاً لا أساس له”. ودعت الوزارة الطرف الروسي إلى “وقف مضايقة السفن في المنطقة والتراجع عن حشد قوّاتها المسلحة على حدود أوكرانيا”.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستعلق من 24 نيسان حتى 31 تشرين الأول حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في 3 مناطق في القرم.
وفي سياق التوتر المتصاعد للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أعلن سفير الولايات المتحدة لدى روسيا جون ساليفان اليوم أنه يعتزم خلال هذا الأسبوع المغادرة إلى واشنطن للتشاور حول العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أنه يعتزم العودة إلى موسكو في غضون أسابيع قليلة.
ونقلت سبوتنيك عن ساليفان قوله: “أنا واثق أنه سيكون من المهم إجراء محادثات مباشرة مع زملائي الجدد في إدارة الرئيس جو بايدن في واشنطن حول الوضع الحالي للعلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة”، موضحاً أنه سيعود إلى موسكو خلال الأسابيع المقبلة قبل انعقاد اللقاء المرتقب بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.
جاء ذلك بينما وصل السفير البلغاري لدى موسكو، أتاناس كريستين، إلى مقر وزارة الخارجية الروسية، في ضوء ردّ موسكو المحتمل على طرد دبلوماسيين اثنين روس من صوفيا.
ودخل السفير مقر الوزارة رافضاً التعليق، ووصلت قبله بدقائق قليلة إلى وزارة الخارجية الروسية سيارة تحمل أعلام الاتحاد الأوروبي.