اشتباكات الدفاع الوطني وميليشيا “الأسايش” في القامشلي تزداد حدّة
البعث- مصادر:
بعد محاولة ميليشيا “الأسايش”، الذراع الأمني لـ”قسد”، اختطاف أحد قياديي قوات الدفاع الوطني، القوى الرديفة للجيش العربي السوري، في حي طي بمدينة القامشلي، اندلعت اشتباكات بين “كتائب البعث”، التي جُرح 5 من أفرادها، اثنان منهما في حالة الخطر، والميليشيا العميلة للاحتلال الأمريكي، التي قتل أحد أفرادها وأصيب عدد من أفرادها بجروح، أمس الثلاثاء، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى اليوم الأربعاء، وخاصة بعد قيام الميليشيات باستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط الحي المدني، حسب مصادر متقاطعة في المدينة، والتي أشارت إلى أن حالة من التوتر تسود المدينة وسط اشتباكات في محيط حي طي.
وأضافت المصادر: إن “الأسايش”، المدعومة من المحتل الأمريكي، استقدّمت تعزيزات من قواتها الخاصة، إلى نقاط التماس مع “الدفاع الوطني” في الحي، بينما نشرت صفحات محلية تسجيلاً لأصوات لاشتباكات صباح اليوم، مؤكّدة أن الميلشيات الانفصالية قطعت، على الفور، التيار الكهربائي عن كامل مدينة القامشلي، وبدأت بنشر قناصات على الأبنية المرتفعة، وسط خوف وهلع السكان المدنيين من أبناء القبائل العربية، وأردفت: إن تعزيزات عسكرية بينها عربات مدرعة بدأت بضرب طوق حول حي قبيلة طي، دون أي تغيّر في خارطة السيطرة حتى اللحظة.
وتؤكّد مصادر “كتائب البعث” أن ميليشيا “الأسايش” حاولت الثلاثاء منع عبد الفتاح الليلو، قائد سرية طي للدفاع الوطني، من الدخول الى المدينة، و”حدثت مشادة لسانية تطوّرت إلى اشتباك بالأيدي بين عناصر الدفاع وعملاء الأسايش”، وتضيف: وفور “انسحاب عبد الفتاح إلى داخل الحي أطلقت مليشيا الأسايش النار على حاجز الدفاع الوطني وحدث الاشتباك بتمام الساعة العاشرة ليلاً”، وتؤكّد أن الاشتباك أدى إلى مقتل قيادي في الميلشيا هو “قائد حاجز الوحدة خالد حاجي”، وتشير إلى أن “الأصدقاء الروس” تدخلوا إلا أن “التدخل لم يسفر عن نتيجة”، وتضيف: إن الأسايش يحشدون في محاولة لاقتحام الحي عبر المصفحات، وتؤكّد أنه “تمّ إعطاب مصفحة لهم على بعد 50 متراً من حاجز الدفاع الوطني ما أجبرهم على التراجع”، وتوضّح أن الاشتباكات “استمرت حتى ساعات الصباح دون تسجيل تقدّم”.
وحول ما يتردد من معلومات حول ضحايا من “الدفاع الوطني” يقول مصدر: إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة خمسة من أفراد “الدفاع الوطني” أحدهم بطلقة قناص في الصدر وتمّ إسعافه إلى المشفى الوطني، ويشير إلى أن اثنين من الجرحى في حالة حرجة.
يذكر أن ميليشيا “الأسايش”، المدعومة من ميليشيا “قسد”، فرضت شهر شباط الماضي حصاراً خانقاً على حيي طي وحلكو في مدينة القامشلي، متسببة بأزمة إنسانية أثقلت كاهل الأهالي، عبر منعها دخول جميع المواد الغذائية، بما فيها الخبز، وعدم السماح لمرور الحالات الإسعافية، منتهكة كل الأعراف والقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
وفي وقت لاحق، أكد مصدر محلي في القامشلي أن ثلاثة من القوات الرديفة للجيش استشهدوا، خلال الاشتباكات المستمرة في المدينة، وأن أحدهم شقيق قائد كتائب البعث في الحسكة، وذكر مصدر من “كتائب البعث” أن “قاهر هلوش”، وهو أحد أفراد الكتائب، وشقيق سالم هلوش قائد كتائب البعث في الحسكة، استشهد برصاصة قناص، أثناء الاشتباكات الجارية في حي طي، الذي تحاول “الأسايش” دخوله.
بينما ذكر مصدر في “الدفاع الوطني” أن “ماهر محمد كريش” استشهد أيضاً “أثناء التصدّي لمحاولة اقتحام الحي”، كذلك أكد استشهاد “أحمد سالم مردود”، وهو من قوات “الدفاع المحلي”.
وقال المصدر: إن وتيرة الاشتباكات تتصاعد في المدينة، وتزداد حدتها، وأكد أن المناطق القريبة من الاشتباكات تشهد نزوحاً، وأشار إلى أن “الدفاع الوطني” تتقدّم إلى منقطة “أفران الشام”، وشدّد على أن قوات الدفاع الوطني لا تكن العداء للمكّون الكردي، “بل هم أخوتنا في الدم والتراب، ولكن هناك فصيل يسعى دوماً الى خلق الفتن” وأضاف: “عندما اعتدت تركيا على إخوتنا من المكّون الكردي فتح أبناء حي طي بيوتهم للنازحين من هول الحرب لأننا نعمل ضمن إطار الوطن”.