الصيدلة نموذجاً.. تحضير الكليات للتعليم عن بعد والفاقد لا يتجاوز 15 بالمئة!
دمشق- لينا عدرة
لا شك أن قطاع التعليم كان من أكثر القطاعات تأثراً بفيروس كورونا، بسبب توقف العملية التعليمية في الكثير من دول العالم، وما رافقها من تغيير في الآلية المُتّبعة، واستبدال الطرق التقليدية بطرق جديدة، مثل التعليم عن بعد، كأسلوب مبتكر تحاول الدول من خلال تطبيقه تعويض النقص الحاصل لدى تلامذتها وطلابها، لعلَّه يكون البديل الأنجع، مع وجود ضبابية وصعوبة في الحكم على نجاح تلك التجربة أو فشلها، والأسباب كثيرة، وربما تبقى الكليات الطبية (طب أسنان وصيدلة وطب بشري) إضافة إلى كليات كالهندسة وبعض الفروع الأخرى هي الأكثر تضرراً، بسبب توقف الجانب العملي فيها، أو التخفيف منه، واتباع سياسة المهمّ والأهم، مُحَاولةً من القيمين على التعليم تقديم ما أمكن من الأساسيات والبديهيات التي يتوجّب على الطالب معرفتها.
عميد كلية الصيدلة في جامعة دمشق الدكتورة جميلة حسيَّان وفي حديثها لـ”البعث” تحدثت عن الإجراءات التي عمدت إدارة الكلية إلى اتخاذها، في محاولةٍ لتعويض ما أمكن من النقص الحاصل في الفاقد التعليمي، وبذل كل الجهود المتاحة لتقديم كل ما هو ضروري ومهمّ للطلاب، موضحةً أن الأعداد الكبيرة في الكلية هي أحد أهم العوائق التي حاولت إدارة الكلية إيجاد الحلول لها، وخاصةً في السنة الرابعة، التي يتجاوز عدد الطلاب فيها 1800 طالب مجزأين على عشرين فئة عملي، ليتراوح عدد الطلاب في كل فئة مابين 85 إلى 90 طالباً، لتعمد الإدارة ومنذ العام الماضي لاتخاذ إجراءات تمثلت بتقسيم الفئات إلى (أ- ب) بمعنى أسبوع لكل فئة تُمكِن طلاب كل قسم من حضور الجانب العملي “صيدلانيات عقاقير مخبري كيمياء حيوية” ولتُقسم الفئة الواحدة التي كان عددها من85 إلى 90 إلى النصف وتصبح 45 طالباً، وبالتالي تقليص الأعداد الكبيرة، واستغلال الوقت للقيام بتجربتين عوضاً عن تجربة واحدة، مضيفةً أن هناك بعض التجارب العملية، والبعض الآخر ممكن شرحها بشكل نظرياً، كقسم الصيدلانيات الذي يُحضِّر الطلاب فيه كريمات أو مراهم وغيرها من الأشكال الصيدلانية، ليقوم وعوضاً عن تحضير خمسة كريمات، بالتحضير لـ2 والباقي نظرياً، والتأكيد على المعلومات المطالبين فيها والتي يتوجّب عليهم التركيز عليها من خلال البحث في المنزل، إضافةً إلى توجيه الأساتذة للتركيز على الأساسيات في كل مادة، التي من المفترض أن يعرفها طالب الصيدلة، لأن المعلومات كثيرة، ولكن هناك المهمّ والأهم، لتتمكن الكلية في نهاية الأمر من تغطية 80 بالمئة مما هو مُقَّرر، وليكون الفاقد التعليمي في أقل حدوده، وهذا ما تمكّنا إلى حدٍّ ما من إنجازه، تكيفاً مع الوضع، وبالتالي تعويض جزء من الفاقد التعليمي “العملي والنظري”، وتكثيف الجلسات ولتمديد دوام الطلاب لاحقاً لتعويض الأيام التي توقفت فيها المحاضرات بسبب العطلة.
وتؤكد حسيّان أن هناك رضى وقبولاً من قبل الطلاب، للإجراءات التي تتبعها الكلية، خاصةً وأن هذه الإجراءات تُمكنهم من حضور النظري والعملي خلال يومين في الأسبوع، ما يُناسب الطلاب أصحاب المعاناة المضاعفة، التي خلَّفتها أزمة المواصلات، كطلاب “السويداء وريف دمشق ودرعا” ما يُمكّنهم من الراحة أسبوعاً والدوام أسبوعاً، مضيفةً أن هناك تساهلاً كبيراً مع الطلاب لجهة تغيير الفئات بما يتواءم مع ظرفهم، والعمل على احتواء الطلاب على الرغم من تذمّر بعض الأساتذة أحياناً، لأنه من غير المنطقي أن يتحمّل الطالب أعباء السفر من محافظة لمحافظة، ويقضي جُلَّ وقته على طريق السفر من أجل ساعة عملي أو نظري واحدة، من دون إغفال الوضع المادي الصعب، مؤكدةً أنه ومنذ صدور القرار المتعلق بالقرض الطلابي، قدّمت أعداد كبيرة للحصول عليه، ما يدلّ ويؤكد على حاجة الطلاب وعدم قدرتهم على تحمل أعباء المصاريف الكبيرة والتي يذهب معظمها للمواصلات، مع الإشارة إلى أن كل مستلزمات الجانب العملي تُقدّمها الكلية. لتختتم حسَّيان حديثها بالإشارة إلى قيام الكلية بعرض كل المحاضرات على موقعها الإلكتروني، مضيفةً أن التوجه الحالي هو نحو الاستعداد والتجهيز للبدء بالتعليم عن بعد لكل الكليات، هذا ما بدأته اليوم كلية المعلوماتية مع طلاب السنة الرابعة عبر المنصة الإلكترونية.