بوتين: مدبرو أي استفزازات تمس أمن روسيا سيندمون ندماً شديداً
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تتوخّى أقصى درجات ضبط النفس أمام محاولات المساس بها، لكنها لن تتردّد في الردّ بشكل حاسم على أي خطوات عدائية تهدّد مصالحها.
وأشار بوتين في رسالته السنوية للجمعية الفدرالية إلى أن الحملات العدائية بحق موسكو لا تتوقف، ولفت إلى أن بعض الدول “اعتادت على المساس بروسيا تحت أي حجة وغالباً دون أي حجة إطلاقاً”، مضيفاً: إن “إلقاء اللوم على روسيا هو بمنزلة نوع جديد من الرياضة”.
وتابع: “في هذا السياق نتوخى أقصى درجات ضبط النفس ويمكن القول إننا نسلك سلوكاً متواضعاً، وكثيراً ما لا نردّ إطلاقاً ليس على حملات عدائية بل على صفاقة صارخة”.
وقارن الرئيس خصوم روسيا البارزين على الصعيد الدولي بنمر شيرخان من أبطال “كتاب الأدغال” بقلم الكاتب البريطاني رديارد كبلينغ، مشيراً إلى حشد قوى أصغر حولها مثل ابن آوى تاباكي من نفس الكتاب، وتابع: “إن كبلينغ كاتب عظيم”.
وأشار الرئيس إلى أن روسيا تسعى إلى إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول، بما في ذلك تلك التي برزت خلافات بينها وموسكو في الآونة الأخيرة، مضيفاً: “لا نريد في الواقع إحراق الجسور، لكن إذا كان أحد يرى في حسن نياتناً مؤشراً على التقاعس أو الضعف وينوي إحراق أو حتى تفجير هذه الجسور بنفسه فيجب عليه أن يعرف أن ردّ روسيا سيكون مناسباً وسريعاً وقاسياً”.
وذكر بوتين أن جوهر السياسات الخارجية التي تنتهجها الحكومة الروسية يكمن في ضمان السلام والأمن لمواطني البلاد ولضمان تنميتها المستقرة، مؤكداً أن لدى روسيا مصالح خاصة بها ستستمر في الدفاع عنها ضمن إطار القانون الدولي.
وشدّد بوتين على أن روسيا لن تسمح لأحد بتجاوز الخطوط الحمراء التي تحدّدها بنفسها، وتابع: “مدبّرو أي استفزازات تهدّد المصالح الجذرية لأمننا سيندمون على ما فعلوه بدرجة لم يندموا بها منذ وقت طويل”.
وفي أول تعليق له على إحباط مخطط لتدبير انقلاب سلطوي في بيلاروس واغتيال رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، قال الرئيس الروسي: إن هذا الأمر في غاية الخطورة وتجاوز لكل الحدود.
وصرّح بوتين بأن المحاولات السافرة من بعض الدول لفرض إرادتها على بلدان أخرى باتت أمراً عادياً، لكن “هذا السلوك يتحول حالياً إلى أمر أخطر بكثير”.
وأشار الرئيس إلى أنه يقصد بذلك إعلان أجهزة الأمن في روسيا وجمهورية بيلاروس مؤخراً عن إحباط مخطط لتدبير انقلاب سلطوي في بيلاروس واغتيال رئيسها، قائلاً: “من اللافت أن الغرب الجماعي لا يدين مثل هذه الأعمال الصارخة، ويتظاهر الجميع وكأنه لم يحدث شيء على الإطلاق”.
ولفت بوتين إلى أن مدبّري هذا المخطط الموقوفين اعترفوا بأنهم كانوا يخططون لمحاصرة العاصمة البيلاروسية مينسك، بما يشمل تعطيل البنى التحتية ووسائل الاتصال والشبكة الكهربائية بالكامل في المدينة، مبدياً قناعته بأن السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف يكمن في شن هجوم سيبراني واسع النطاق.
وذكَّر بوتين في هذا الصدد بعزل الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، بالقوة عن الحكم عام 2014، ومحاولات الإطاحة بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، متسائلاً بشأن العواقب القاسية التي كان سيعانيها الشعب البيلاروسي في حال نجاح مخطط اغتيال لوكاشينكو.
وتابع: “يمكن تبنّي أي موقف إزاء سياسات لوكاشينكو، لكن أسلوب تنظيم الانقلابات السلطوية وتدبير الاغتيالات السياسية، بما في ذلك بحق كبار المسؤولين، يمثل أمراً مفرطاً. لقد تجاوزوا كل الحدود”.
من جهة ثانية، وفيما يخص العلاقات الروسية الأمريكية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن بارت غورمان، نائب سفير الولايات المتحدة لدى موسكو تم استدعاؤه إلى الوزارة اليوم. ولم تكشف الوزارة عن أي تفاصيل تخص أسباب الاستدعاء.
وفي وقت سابق أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن السفير، جون سوليفان، سيغادر إلى الولايات المتحدة قبل نهاية هذا الأسبوع لكنه سيعود إلى موسكو “في غضون الأسابيع القادمة”، بينما كشف سوليفان أنه ينوي زيارة عائلته ولقاء أعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة الذين لم تسنح له فرصة للتشاور معهم منذ وافق على مواصلة أداء مهامه في منصب السفير دون تحديد مدة عمله في موسكو.