بايدن يفعلها ويصعّد مع روسيا
تقرير إخباري
ما زال التوتر يتصاعد بين جمهورية روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، ولا يبدو في الأفق في هذه المرحلة على الأقل ما يشير إلى تحسن في العلاقات بين البلدين. وعلى العكس تماماً، تسير العلاقات بين القطبين العالميين إلى مزيد من التدهور، حيث أضفت العديد من التصريحات النارية التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزيد من التوتر، وزاد الأمر تعقيداً العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على مسؤولين روس، يوم الخميس ١٥ نيسان ٢٠٢١م، في خطوة من شأنها أن تزيد من تأجيج الأزمة واشتعالها.
بعد هذه العقوبات لا شك أنّ مسار العلاقات بين موسكو وواشنطن سيكون مختلفاً تماماً عن العهود السابقة، فحتى في عهد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما – الأكثر هجوماً على روسيا- لم تكن هناك مثل هذه الحدّة في التعاطي مع روسيا، ما يشير إلى أن بايدن يسعى لأن يثبت أنه لن يكون نسخة طبق الأصل عن أوباما، وسيدفع باتجاه توتير العلاقة مع روسيا، لأسباب عدة، أهمها وأبرزها أن روسيا تحوّلت بسرعة كبيرة إلى لاعب مهم ومؤثر في المشهد الدولي، ولها أهمية جيوسياسية على الصعيد العالمي.
روسيا لم تترك الأمر يمر من دون اتخاذ خطوات مماثلة، والتي كان آخرها اعتبار 10 موظفين في السفارة الأمريكية بموسكو “أشخاصاً غير مرغوب فيهم”، وطالبتهم بمغادرة أراضيها بحلول الـ 21 من أيار القادم، فيما أكد الرئيس بوتين “لا نرغب في حرق الجسور مع أحد لكن إذا دعت الحاجة فإن الرد سيكون متكافئاً وسريعاً وصارماً.. ومدبرو أي استفزازات ضد روسيا سيندمون ندماً شديداً وسنحدد الخطوط الحمراء بأنفسنا”. ما يعني أن التصعيد سيستمر، على الأقل في هذا الزمن المنظور، وقد يصل إلى حدود يخشى معه الكثيرون أن تعيد الأمور إلى فترة الحرب الباردة، مع ما يعنيه ذلك من حدة استقطاب اللاعبين الدوليين، وإنشاء محاور سياسية جديدة.
وفي انتظار تبلور مواقف جديدة بين موسكو وواشنطن، سيبقى العالم مترقباً لما ستؤول إليه الأزمة القائمة. والسؤال هل ستستمر وتتطور بشكلٍ سلبي أم سيتم تطويقها وإنهاء مفاعيلها؟
ريا خوري