روسيا تكشف مخطط أمريكا في بيلاروسيا
سمر سامي السمارة
في 18 نيسان كشفت أجهزة الاستخبارات الروسية والبلاروسية عن مؤامرة، بدأت بناء على أوامر من بايدن، لقتل رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو وكبار المسؤولين والضباط وأفراد الأسرة، والتحريض على انتفاضة وتأسيس حزب، وتشكيل حكومة تسمح للناتو باستخدام بيلاروسيا كقاعدة لمزيد من الأعمال العدائية ضد روسيا.
تم القبض على اثنين من المتورطين في العملية، أحدهما يحمل الجنسية الأمريكية، ولدى استجوابه صرح بأن تلقى الأوامر من أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية. في هذا السياق، قال نائب مدير المعهد الروسي لدراسات رابطة الدول المستقلة، فلاديمير زاريخين : “أعتقد أنه بعد هذه العملية المدروسة، والتي قامت بها الاستخبارات الروسية والبيلاروسية، لم يتم القضاء على “المعارضة” البيلاروسية بشكل كلي، لكنها أُصيبت بضربة قاضية، خاصة بعد الكشف عن أنها تعتمد على القوى الخارجية، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة. وأضاف، أنه من الواضح أن الأساليب التي تمت مناقشتها في أشرطة الفيديو تحول “المعارضيين البيلاروس” من مقاتلين أيديولوجيين إلى أعضاء في مجموعة إرهابية بدلاً من جماعة أيديولوجية”.
حقيقة، يكشف فضح مؤامرة من يسمون أنفسهم معارضة أنهم مجموعة من القتلة والإرهابيين، كما يظهر أن الإدارة الأمريكية مجرمة، فهي ترى في اغتيالات الزعماء الذين لا يرضخون لأوامرها، طريقة روتينية في سعيها للسيطرة على العالم، ويمكن تسمية الإدارة الأمريكية بإدارة القتل والتحريض على الانقلابات. حتى أن الاغتيالات تطال قادتهم الذين وقفوا في وجه الدولة العميقة مثل جون كينيدي، بوبي كينيدي، مارتن لوثر كينغ. بالإضافة إلى قتل الأفراد، يتفوق بايدن على ترامب في شهوته للحرب والدم، من خلال تصعيده السريع للأعمال العدائية تجاه روسيا والصين، بالإضافة إلى وابل الدعاية المتزايد ضدهما لتشويه صورتهما في أذهان الرأي العام الغربي.
تدهور الوضع حتى الآن بسبب الاستفزازات الأمريكية، وحذرت الصين مؤكدة على استعدادها لمحاربة كل من الولايات المتحدة واليابان، إذا كان هذا هو ما يلزم لحماية حقوقهما السيادية على تايوان، واستدعت روسيا سفيرها من واشنطن في آذار الماضي.
في العادة تشغل مثل هذه الأخبار التي تتعلق بإهانة الولايات المتحدة، الصفحات الأولى في الصحف الغربية، ولكن بالكاد نجد تقريراً عن حقيقة ما يجري، كما لم يتم التطرق إلى المؤامرات التي تحيكها الولايات المتحدة ضد بيلاروسيا، إذ لا يُسمح للأمريكيين العاديين بمعرفة الحقيقة التي تفضح الإدارة الأمريكية.
لو كان التاريخ الأمريكي يتصف بدرجة من الموضوعية، لكان صنّف أمريكا منذ نشأتها على أنها أمة قاتلة، فقادتها وبعض الأمريكيين لا يكتفون إلا بقتل الآخرين لإثراء أنفسهم، بل يقتلون بعضهم البعض، بينما ينحدر مجتمعهم الوحشي إلى سجل يومي من عمليات إطلاق النار الجماعية، وإرهاب البوليس ضد الملونيين.
يجازف بايدن الآن، بإغراق العالم بحرب عالمية ثالثة، حرب نووية ستمحو أمريكا، والعالم بأسره، إذا استمر في الخطاب العدائي والأعمال العدائية ضد تلك الدول التي ترفض الرضوخ لإملاءات الولايات المتحدة.
كما يبدو أن الأمريكيين غير عقلانيين، ويعيشون في عالم من الأوهام، مقتنعين بأنهم غير معرضين للخطر. ربما كان هذا هو ما دفعهم إلى ارتكاب خطأ جوهري بمحاولة خوض حرب على عدة جبهات في وقت واحد، روسيا والصين، وإيران وكوريا الديمقراطية، وجميع هذه الدول التي لن تتوان في الرد، إذا اندلعت الحرب ولكن إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني نهاية البشرية جمعاء أيضاً.
لقد دعت كل من روسيا والصين وإيران وكوريا الديمقراطية إلى السلام والحوار واحترام القانون الدولي وخفض الأسلحة بجميع أنواعها من أجل نظام عالمي عادل وليس نظام عالمي أمريكي وحشي، لكن الإدارة الأمريكية رفضت هذه الدعوات بشكل قاطع وقابلتها بمزيد من المطالب لطاعة الولايات المتحدة، فهذه الدولة التي تأسست على العبودية والإبادة الجماعية، وليس لديها أي أخلاق لإخبار الشارع الأمريكي عن نواياها.