جرأة قص الشعر في الدراما
ليست المرة الأولى التي تتطرّق فيها الدراما السورية إلى قصّ شعر الرأس لدى إحدى الممثلات بجرأة عالية، والأهم من ذلك أنها حقيقية لكي تخدم العمل ويشعر المشاهد بما خسرته لأنها في الواقع هي الخاسر الوحيد بالتضحية بشعرها من أجل هذا المشهد الذي سيبقى محفوراً في الأذهان رغم توافر بدائل حقيقية قادرة على خدمة المشهد.
أول ممثلة سورية تجرأت على حلق شعرها وبشكل كامل “ع الصفر” كانت سوزان سكاف لتجسيد شخصية مريضة سرطان في مسلسل “حائرات” إخراج سمير حسين منذ عدة سنوات، ثم أعادت الكرّة الشابة جيانا عنيد في مسلسل “خاتون”، وقد تجرأت بالاستغناء عن شعرها الطويل وكانت في الواقع جريئة جداً بعد أن رفضت إحدى الممثلات الشابات هذا الدور بسبب هذا المشهد. وفي هذا العام تطلّ للمرة الأولى الشابة جنى العبود بالجرأة نفسها في أول ظهور درامي لها من خلال مسلسل “على صفيح ساخن” تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين سبيعي بدور “تمارا”، وهذه المرة كان المشهد مختلفاً، وبعيداً عن كون الشخصية مريضة سرطان تفقد شعرها بسبب الجرعات، وإنما لتظهر بهيئة ذكر “صبي” شعره قصير وتعمل مع الأطفال في نبش القمامة أو بيع أكياس المحارم وعلب العلكة والبسكويت على إشارات المرور وفي الشوارع وأمام المساجد.
في الحقيقة، عندما يتابعها المشاهد، خاصة وهي تمسك بيدها شعرها وتفكر هل يمكن في يوم من الأيام أن تستغني عن شعرها، سواء أكان طويلاً أم قصيراً؟ مع أن الجميع يقول إنها “بضاعة مخلوفة” أي تتجدّد وتعود كما كانت قبل القص، سيكون الجواب بحاجة إلى جرأة كبيرة جداً لا يمكن لأي شخص أن يتمثلها؟ مؤكدين أن هذه المشاهد في الدراما السورية تُرفع لها القبعة.
جمان بركات