أصل أشهر المقبلات.. السمبوسك
يحظى السمبوسك أو كما يسمّيه البعض “البرك” بشهرة واسعة، فغالبية الناس يحبون تناوله في رمضان كونه واحداً من أشهر المقبلات التي تُقدم. وتعتبر قصة نشأة السمبوسك محيّرة بعض الشيء، إذ يقول البعض إن أصله عربي، بينما يقول آخرون إنه عثماني، إلا أن أغلب الروايات أكدت أن السمبوسة نشأت في الهند، وفي كتاب رحلات ابن بطوطة، قال الرحالة إنه وفي زيارة للحاكم محمد بن تغلق في الهند، قدموا له طبقاً يعرف باسم “ساموسا” والتي تعني “الهرم”، إشارة إلى شكلها المثلث، وقد ذكر ابن بطوطة كيف كان هذا الطبق الجانبي مدللاً في بلاط السلطان، فمرة محشو باللحم والخضار، ومرة محشو باللوز والفستق والجوز. وساهم الاستعمار البريطاني الذي سيطر طويلاً على منطقة الهند في نشر ثقافة السمبوسك في الدول التي تقع تحت سيطرته بالحجاز واليمن، ومن هناك وصل إلى بلاد الشام.
لم يقتصر وجود السمبوسك في العالم العربي وحسب بل وصل إلى الأندلس، وكانت تسميه بالجوادية أو السنبوسك أو السنبوسج، لكنه يختلف في نوع الحشو، وبعد سقوط الأندلس وصل السمبوسك إلى دول المغرب عن طريق عائلة أندلسية استقرت في تونس، ومنها وصلت إلى بقية دول شمال إفريقيا، ففي المغرب مثلاً يُسمّى بيريوات ويكون محشواً باللوز والمكسرات ومقلياً بالزيت، بينما في الجزائر يُعرف باسم البورك ويُحشى بلحم الدجاج والطماطم، أما في تونس فيسمّى البريك دنوني. وذكر العالم المسعودي في كتابه “مروج الذهب ومعادن الجوهر” أن الشاعر العباسي إسحاق الموصلي قد تغنّى بالسمبوسك وقال عنه هذه الأبيات:
يا سائلي عن أطيب الطعام.. سألت عنه أبصر الأنام
اعمد إلى اللحم اللطيف الأحمر.. فدقه بالشحم غير مكثر
واطرح عليه بصلاً مدوراً.. وكرنباً رطباً جلياً أخضر
فدقه يا سيدي شديداً.. ثم أوقد النار له وقودا
فلفه إن شئت في رقاق.. ثم احكم الأطراف بالإلزاقِ
وصبّ في الطابق زيتاً طيباً.. ثم اقله بالزيت قلياً عجباً.