“خريف العشاق” يحجز مكانه في السباق الرمضاني
على الرغم من أن العمل يطرح بيئة السبعينيات البعيدة حالياً عن معظم الفئة العمرية التي تتابع المسلسل في رمضان، وعلى الرغم من قلة المعلومات التي يعرفها البعض إلا من خلال ما يقوله الآباء، إلا أن “خريف العشاق” استطاع أن يأسر المشاهد ليندمج فيه ويجعله جزءاً منه. كما استطاع أن يحجز له مكاناً ضمن السباق الرمضاني، مع أنه في أغلب الأحيان يرهق المشاهد الباحث عن متعة، لكنه يُمتع من يبحث عن قيمة ورموز وإسقاطات ولقطات وحوارات مهمة، عن الطرح النسوي بعبارة (ماني سلعة) عندما رفضت جولييت أن تكتب “المتأخر” في عقد الزواج، عن غريس وقناعتها أن الزواج لا يحميه إلا الأولاد، على الرغم من أنها هي نفسها تعلم بأن زواج والديها ربطهم فقط ببعضهما لآخر العمر، عن مفهوم الزواج والأسرة والاستقرار، عن مفهوم العلمانية وكل شخص كيف يراه ويشرحه.
في “خريف العشاق” تطرح فكرة كيف أن الدراما هي ابنة الواقع، وفي أحد المشاهد يظهر أحمد الأحمد “سعيد” وهو يشارك في الحرب التي لم تتناولها الدراما السورية بهذه الطريقة قبلاً، ويفقد سمعه تقريباً بسبب سقوط قنبلة ويضع سماعة طبية لاحقاً، هذا المشهد كان قد حصد ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي فكتب أحدهم على صفحته “تأثرت جداً وكأنني كنت إلى جانبه عندما صرخ، عمي رحمه الله شارك في نفس الحرب وحصل معه نفس الموقف وسقطت عليه قنبلة وفقد سمعه تقريباً وبقي يستخدم السماعة حتى آخر أيامه”.
في الموسم الحالي يشارك أحمد الأحمد في “خريف العشاق” ليكون ظهوراً مدروساً ومتّزناً، كشف عبر أدواره طوال سنوات عدة عن فنان يمتلك ذخيرة كبيرة من الموهبة والابتكار، متنوع بشخصياته العديدة التي يقدمها للجمهور، شخصية “سعيد” واحدة من الشخصيات المعقدة والمركبة ويشكّل علامة فارقة في العمل من خلال أدائه لدوره بإتقان، وإقناع غير محدود بالإيماءات والتعابير التي لامست المشاعر بصدقها وواقعيتها، بترقب يتابع الجمهور ما الذي سيحصل لسعيد هل سيتغلّب على مصاعب الحياة أم أنها ستنتصر عليه.
“خريف العشاق” من تأليف ديانا جبور وإخراج جود سعيد، يشارك بالعمل أحمد الأحمد وترف التقي ومحمد الأحمد وحلا رجب ولجين إسماعيل وغيرهم، إضافة إلى ظهور خاص للنجم أيمن زيدان.
عُلا أحمد