أبرز حلقات مسلسل طرد الدبلوماسيين المتبادل بين روسيا والغرب
ساءت العلاقات بين روسيا والدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على خلفية الأزمة الأوكرانية، حيث فرضت دول الاتحاد الأوربي عقوبات ضد أشخاص وقطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي. أما روسيا، فقامت رداً على هذه العقوبات، بحظر تجاري تجاه هذه الدول.
ورغم العلاقات الروسية القوية على المستوى الثنائي مع بعض الدول الأوروبية، التي تجمعها بها علاقات استراتيجية، فإن الروابط مع الاتحاد الأوروبي ككل تتجه إلى مزيد من التوتر والتأزم على خلفية العقوبات الأوروبية. وصعّدت روسيا من لهجتها ضد الاتحاد الأوروبي، إذ طردت دبلوماسيين أوربيين من موسكو رداً على طرد مماثل من قبل بعض الدول الأوروبية، في تطوّر وصف بأنه يضفي مزيداً من التعقيد على مستقبل العلاقات بين الجانبين، ويكشف عن حلقة جديدة من حلقات تدهور العلاقات.
وازدادت في الآونة الأخيرة حالات طرد الدبلوماسيين المتبادلة بين روسيا ودول الغرب، تحت مسميات وذرائع وأسباب مختلفة.. وتعود هذه الظاهرة إلى بداية التسعينات، لكنها أخذت منحى تصاعدياً أكثر حدة مع إعلان روسيا عودة القرم إلى الوطن الأم، ما ساهم في تأزيم الوضع بين الطرفين، وخلق الأرضية لحالات طرد جديدة.
وفيما يلي تسلسلاً زمنياً لأبرز حالات طرد الدبلوماسيين بين روسيا المعاصرة ودول الغرب:
2007: روسيا ترد بالمثل على قرار بريطانيا ترحيل أربعة من موظفي سفارتها في لندن بعد رفض موسكو تسليم مشتبه فيه باغتيال المواطن البريطاني والضابط السابق في هيئة الأمن الفدرالي الروسية ألكسندر ليتفينينكو.
2007- 2008: الولايات المتحدة وروسيا تتبادلان طرد دبلوماسيين اثنين من كلا الجانبين دون تقديم توضيحات.
2013: الولايات المتحدة تعلن 11 دبلوماسياً روسياً شخصيات غير مرغوب فيها بتهمة الاحتيال بالتأمين الصحي.
2016: الولايات المتحدة تطرد دبلوماسيين روسيين اثنين من البلاد بدعوى ممارستهما “أنشطة لا تتماشى مع وضعهم الدبلوماسي”، موسكو تعلن في المقابل دبلوماسيين أمريكيين شخصيتين غير مرغوب فيهما بتهمة ممارستهما أنشطة استخباراتية.
2016: إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تطرد 35 دبلوماسياً روسياً، وتفرض عقوبات على موسكو بزعم وقوفها وراء هجمات سيبرانية تهدف إلى التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، بأكبر إجراء من نوعه منذ الحرب الباردة.
2017: روسيا في إجراء غير مسبوق تخفّض مستوى التمثيل الدبلوماسي الأمريكي لديها إلى 455 شخصاً (بمقدار 755 شخصاً) رداً على العقوبات من قبل واشنطن.
2018: بريطانيا والولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي تطرد إجمالاً 160 دبلوماسياً روسياً (تمّ ترحيل 60 منهم من الولايات المتحدة و23 آخرين من بريطانيا) على خلفية “قضية سكريبال”. روسيا ترد بالمثّل وتغلق القنصليتين العامتين الأمريكية والبريطانية في سان بطرسبورغ.
2019: ألمانيا تعلن اثنين من موظفي السفارة الروسية شخصيتين غير مرغوب فيهما، على خلفية التحقيق في جريمة قتل أحد الزعماء السابقين للمسلحين في الشيشان المواطن الجورجي زيليمخان خانغوشفيلي في برلين، وموسكو ترد بالمثل.
2020: سلوفاكيا ترحل ثلاثة دبلوماسيين روس بدعوى تورطهم في “ارتكاب جريمة خطيرة في دول عضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي من خلال ارتكاب مخالفة بتأشيرات دخول أصدرتها القنصلية السلوفاكية في سان بطرسبورغ”، وموسكو ترد بالمثل. وفي العام نفسه، بلغاريا ترحل خمسة دبلوماسيين روس بتهمة ممارستهم أنشطة تجسسية، وموسكو ترد بالمثل.
وفي شباط من العام الحالي: روسيا تطرد من أراضيها دبلوماسياً واحداً من كل من ألمانيا وبولندا والسويد بعد مشاركتهم في حملات احتجاجية غير مرخص بها دعماً للناشط المعارض المسجون أليكسي نافالني، والدول الأوروبية الثلاث ترد بالمثل.
آذار 2021: بلغاريا ترحل اثنين من موظفي السفارة الروسية على خلفية اعتقال ستة موظفين في وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في البلاد بتهمة تجسسهم لصالح موسكو، وروسيا ترد بالمثل. إيطاليا ترحل الملحق العسكري في السفارة الروسية في روما وأحد موظفي مكتبه بتهمة التورط في قضية تجسسية، وموسكو تبدي أسفها إزاء هذا الإجراء.
نيسان 2021: -الولايات المتحدة تطرد 10 دبلوماسيين من موظفي السفارة الروسية في واشنطن بالتزامن مع فرض عقوبات جديدة على موسكو بتهمة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة واختراق شبكات عدد من المؤسسات الرسمية في البلاد، موسكو ترفض الاتهامات وترد بالمثل.
– بولندا تعلن 3 دبلوماسيين روس شخصيات غير مرغوب فيها بزعم ممارستهم أنشطة تتناقض مع وضعهم الدبلوماسي وتضر بمصالح البلاد، موسكو ترفض هذه الاتهامات وتطرد خمسة دبلوماسيين بولنديين من أراضيها.
– روسيا تطرد القنصل العام الأوكراني في سان بطرسبورغ بعد الإعلان عن اعتقاله خلال تلقيه معلومات سرية، كييف ترد بترحيل دبلوماسي كبير في السفارة الروسية.
وفي السياق نفسه، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مزاعم سلطات بلغاريا بتورط مواطنين روس في سلسلة انفجارات وقعت بمصانع أسلحة بالبلاد منذ عام 2011، ووصفها بالعبثية.
جاء ذلك بعدما أعلن مكتب المدعي العام البلغاري، في وقت سابق اليوم، أنه يشتبه بتورط 6 مواطنين روس في الانفجارات التي وقعت بمصانع ومستودعات عسكرية في الفترة بين عامي 2011 و2020، متهماً 3 منهم بمحاولة اغتيال رجل أعمال بلغاري كانت أسلحة مملوكة له مخزنة في تلك المستودعات.
وفي إشارة إلى تصعيد دول في الاتحاد الأوروبي اتهاماته لروسيا بتنفيذ أعمال عدائية ضدها، أكد لافروف ساخراً أنه لم ينسب لروسيا بعد التورّط في اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند، والذي أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى في عام 1914، وقال: “جيد أننا لم نُتهم بعد بقتل الأرشيدوق فرديناند، لكن من الواضح أن الأمور تسير في هذا الاتجاه”!.
وكالات