روحاني: ليس أمام الغرب إلا الخضوع للقوانين الدولية
لا تزال المفاوضات النووية الجارية في فيينا بين إيران ومجموعة خطة العمل المشتركة بشأن استئناف الاتفاق النووي، الذي خرجت منه واشنطن بشكل أحادي عام 2018، تراوح مكانها بسبب إصرار الجانب الأمريكي على أن بعض العقوبات المفروضة على إيران لا علاقة لها بالملف النووي، بينما يصرّ الجانب الإيراني على رفع جميع العقوبات كمقدمة لأي تقدّم في المباحثات.
وفي هذا الشأن، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة ودول مجموعة أربعة زائداً واحد أدركوا أنه لا سبيل أمامهم سوى الخضوع للقوانين والقرارات الدولية.
وقال روحاني خلال اجتماع الحكومة الإيرانية اليوم: إن هذه الدول باتت تدرك أحقية إيران في الحصول على ما تطلبه من رفع للحظر الجائر المفروض عليها.
ومن جهة ثانية جدّد روحاني التأكيد أن الكيان الصهيوني يقف خلف اغتيال الشهيد قاسم سليماني، بينما كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب المنفذ المباشر لعملية الاغتيال، لافتاً إلى أن الشهيد سليماني أحبط الكثير من مؤامرات أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة.
إلى ذلك، أعلنت موسكو أن مسؤولين روسيين وأمريكيين سيعقدون غداً الخميس جولة جديدة من المشاورات في العاصمة النمساوية فيينا بشأن جهود إحياء الاتفاق النووي، وأكد مندوب روسيا الدائم لدى المؤسسات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، للصحفيين اليوم أن هناك خططاً لعقد اجتماع ثنائي جديد بين وفدي موسكو وواشنطن يوم غد 29 نيسان.
ويأتي هذا التصريح بعد يوم من إطلاق المرحلة الثالثة من المفاوضات الدولية بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، بعقد اجتماع جديد للجنة المشتركة الخاصة بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وأشار أوليانوف إلى أن هناك “كل الدواعي للتفاؤل الحذر” إزاء المفاوضات الجارية، لافتاً إلى أن الأمور تتطوّر بطريقة قد تتيح قريباً حذف كلمة “الحذر” من هذه العبارة.
وقال الدبلوماسي الروسي: إن مسألة رفع العقوبات التي فرضتها على إيران إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لا تزال تشكّل موضع مفاوضات صعبة جداً، موضحاً أن الإيرانيين يسعون إلى تخفيف العقوبات قدر الإمكان بينما يعتقد الأمريكيون أن بعض العقوبات لا علاقة لها بالاتفاق النووي ولذلك يمكن إبقاؤها.
وكان وفدا روسيا والولايات المتحدة في فيينا قد عقدا أكثر من اجتماع ثنائي بشأن ملف إيران النووي منذ بداية المفاوضات الحالية.
وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف أن وجود القوات الأجنبية في المنطقة لا يحقّق الأمن بل هو مبعث للتهديد وعدم الاستقرار.
وأوضح قاليباف في ملتقى افتراضي أقيم اليوم في جامعة الدفاع الوطني بطهران، أن السياسة الأمريكية تعمل على خلق توترات متعدّدة في المنطقة من أجل السيطرة عليها، مشيراً إلى أن إيران أكدت عملياً وبقوة أنها لن تسمح بالوجود الأمريكي شمال الخليج وعملت من أجل تحقيق ذلك.
ولفت قاليباف إلى أهمية التعاون بين دول المنطقة والوقوف جنباً إلى جنب لإنهاء هذا الوجود الأمريكي الذي يتسبب بالمزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
دبلوماسياً، التقى نائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد في مسقط اليوم، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي حمل معه للسلطان هيثم بن طارق تحيّات الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقالت وكالة الأنباء العمانية: إن السلطنة والجمهورية الإسلامية عقدتا جلسة مباحثات سياسية في مسقط تم خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وتأكيد الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأكدا احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وميثاق الأمم المتحدة ودعم النظام الدولي القائم على القانون والمساواة والعدالة وتعزيز مساعي وسبل تحقيق الأمن والاستقرار، وأهمية حل القضايا والنزاعات بالطرق السلمية وعبر الحوار بين مختلف الأطراف تحقيقاً للسلام والوئام العالميين.
واتفق الجانبان على أهمية استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر بينهما في مختلف القضايا والتطورات الإقليمية والعالمية، وفي مقدمتها ما يواجهه العالم حالياً للتصدي لجائحة كورونا، مؤكدين أهمية التعاون الثنائي والمتعدّد الأطراف وتبادل الخبرات والمعلومات ذات الصلة وتعزيز الجهود للسيطرة على الوباء.