المائة يوم الأولى لـ بايدن بالأرقام
تقرير إخباري
سوف يجتاز جو بايدن 100 يوم كرئيس للولايات المتحدة يوم غد الخميس، حيث يبدأ في تنفيذ سياساته وتحديد أهدافه لأمريكا في عالم ما بعد ترامب، وسيعرف الأمريكيون المزيد حول أهدافه للبلاد مساء يومه التاسع والتسعين، حيث سيلقي خطاباً أمام الكونغرس كرئيس، سيطلع خلاله الأمريكيين على الوضع الحالي للأمة، وسيناقش صحة الاقتصاد والسياسات والمقترحات للعام المقبل، إلى جانب الإنجازات التي حققتها إدارته بالفعل في الأيام المائة الأولى.
كان لدى بايدن الكثير للتعامل معه، على الرغم من كونه رئيساً لمدة ثلاثة أشهر فقط، أهمها أعمال الشغب في الكابيتول في 6 كانون الثاني حيث قتل خمسة أشخاص وأصيب عدد آخر، وتداعيات جائحة فيروس كورونا المستمر، لكن ما الذي حققه بايدن في أول 100 يوم له؟
تمّ إعطاء 230 مليون لقاح، لقد وعد في البداية بالحصول على 100 مليون لقاح لكوفيد 19 بحلول يومه المائة في منصبه، لكن تمّ الوصول إلى هذا الهدف رسمياً في يومه الثامن والخمسين ما دفعه لمضاعفة الهدف إلى 200 مليون.
حدّد بايدن أيضاً الأول من أيار باعتباره اليوم الذي سيكون فيه جميع البالغين في الولايات المتحدة مؤهلين للحصول على لقاح، لكنه حقق ذلك في 19 نيسان واستمرت التطعيمات ضد فيروس كورونا على قدم وساق حيث قدمت الولايات المتحدة الآن 230 مليون جرعة على مستوى البلاد متجاوزة هدف بايدن المعدل.
لا تمثّل كمية التطعيمات الرقم الوحيد المثير للإعجاب في الأيام المائة الأولى لبايدن حيث إنه يوقع أوامر تنفيذية بوتيرة أسرع من أي رئيس منذ هاري ترومان في عام 1945 قرب نهاية الحرب العالمية الثانية. فقد تخطى بايدن الكونغرس حتى الآن أكثر من 40 مرة، حيث وقع 41 أمراً تنفيذياً، وتركّزت على الوباء المستمر، وألغى أيضاً تصريح خط أنابيب مما يشير إلى زيادة التركيز على معالجة قضايا المناخ أثناء إدارته. وتم إلغاء 62 أمراً أيام إدارة ترامب بما في ذلك إعادة التزام الولايات المتحدة باتفاقية باريس للمناخ ووقف بناء الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك. كذلك وقع بايدن حتى الآن 11 مشروع قانون بما في ذلك 1.9 تريليون دولار حزمة الإغاثة من فيروس كورونا التي وقعها في آذار لمساعدة البلاد وسط الوباء المستمر.
تعد حكومة بايدن الأكثر تنوّعاً في التاريخ، حيث تضم 10 نساء وأربعة أمريكيين من أصل إسباني وستة من ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة، وأول شخص أمريكي أصلي يتولى وزارة بريد، كما قدّم الرئيس 11 ترشيحاً إلى مقاعد البدلاء الفيدرالية.
في أول 100 يوم له كرئيس، قدّم بايدن 67 ادعاءً غير دقيق، وفقاً لدراسة أجرتها صحيفة واشنطن بوست، على الرغم من أنه كان ينتقد تعليقات ترامب غير الدقيقة، خلال الحملة الانتخابية لعام 2020، وعلى الأخص فيما يتعلق بقانون انتخابات جورجيا الجديد المثير للجدل، إذ ادعى بايدن أن مشروع قانون التصويت الجديد سيقصر ساعات الاقتراع، ولكن تم تمديد ساعات التصويت وزادت فرص التصويت المبكر كجزء من التشريع.
ركز بايدن أكثر على استخدام الخطابات لتوصيل رسالته بدلاً من التغريدات، أسلوب ترامب المثير، حيث نشر حتى الآن 592 تغريدة وهو ما يعادل حوالي ست تغريدات في اليوم. يتعلّق استخدامه على تويتر عموماً بالأعمال الحكومية الرسمية. نظراً لبداية مزدحمة لوقته في البيت الأبيض فإن الأيام المائة والأربعين الأولى للرئيس ليست هي أفضل مؤشّر لما ستكون عليه بقية فترة رئاسته لكنها تلمح إلى اهتمامات بايدن الرئيسية، بما في ذلك المناخ والتنوّع.
ورغم كل ذلك، كشف استطلاع أن 44% من الأمريكيين يعتقدون أن إدارة بايدن تتحمّل مسؤولية الأزمة، التي تشهدها الحدود الأمريكية الجنوبية مع المكسيك، أكثر من إدارة ترامب، فيما كشف استطلاع آخر أن شعبيته لا تتجاوز الـ52% فقط، مقابل 42% أعربوا عن عدم رضاهم عن عمله، علماً أنه من عام 1945 لم يشهد رئيس أمريكي واحد تراجع شعبيته إلى هذا الحد بعد مرور الأيام الـ100 الأولى من توليه رئاسة البلاد باستثناء جيرالد فورد (48%) ودونالد ترامب (42%).