دراساتصحيفة البعث

مشاهد ترصد المأساة

تقرير إخباري

قُتل ما لا يقل عن 82 شخصاً وأصيب 110 في الحريق الهائل الذي اندلع في مستشفى ابن الخطيب في العراق. كانت الأجنحة الخاصة بكوفيد 19 في المستشفى تفيض بالمرضى، ووحدة  العناية تحتوي على 30 مريضاً يعانون من أعراض خطيرة، بالإضافة إلى العشرات من أقاربهم.. كان الجميع يصرخ: كل شيء يحترق!!

عندما انفجرت الأسطوانة الأولى لم يتمكن معظم الزوار من فصل المرضى عن أجهزة التنفس الاصطناعي في الوقت المناسب، ولم يتمكنوا من ترك أحبائهم وراءهم، لذلك لم يغادروا ولم يتمكنوا من نقل بعض المرضى لأنهم كانوا سيعيشون لدقائق قليلة فقط بدون أكسجين.

وبعدها بدأت عبوات الأكسجين الأخرى بالانفجار واحدة تلو الأخرى، حيث كان يوجد أكثر من 12 عبوة أكسجين بالمكان.  اشتعلت النيران في كل شيء في غضون دقائق. لم يكن هناك  إنذار حريق في الجناح ولا نظام إطفاء مركزي مثل الرشاشات للمساعدة في إخماد النيران.

كانت الأجنحة بحالة فوضى: مكتظة بالأقارب، واسطوانات الأكسجين التي لم يتم تدريب الزوار على استخدامها، ولكن غالباً ما يستخدمونها. اسطوانات الأكسجين مثل القنابل التي تنتظر الانفجار حيث العشرات منها في الجناح، وكأن الجميع كان بانتظار الكارثة.

لطالما خشي الطاقم الطبي من اندلاع حرائق بسبب الظروف السيئة، فقد صرح بعض الأطباء أن هناك نقص مؤسف في الاحتياطات وتدابير السلامة.

لم يكن هناك مخرج للحالات الطارئة، كما لا تزال المستشفيات تعتمد على الطرق اليدوية والتقليدية لمكافحة الحرائق، ولا توجد سلالم خارجية كافية للسماح للمرضى بالهروب، ولا توجد أنظمة إنذار مبكر، كما لا يوجد عدد كاف من الموظفين المدربين للتعامل مع مثل هذه الحوادث.

هناء شروف