“الزراعة” تنفي التستر على أضرار الجراد: صفحات الفيسبوك هوّلت وخوّفت!!
دمشق- ميس بركات
في الوقت الذي رفضت وزارة الزراعة إطلاق تسمية “أسراب” على موجة الجراد التي شهدتها سورية خلال الأسابيع الماضية من منطلق أنها مجموعات قليلة لم تصل إلى الأسراب التي تضم ملايين الحشرات، كان الفلاحون يستغيثون عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ويناشدون الوزارة بالتحرك وإيجاد حلول جذرية ونافعة بعيدة عن المرشات والمبيدات التي لم يكن لها أي أثر إيجابي، وفق زعمهم.
ومع ذلك، لم تدخر وزارة الزراعة وقتاً عندما أطلقت منذ الأسبوع الماضي الإنذار المبكر من قبل هيئة مكافحة الجراد، وسورية عضو فاعل فيها، وفي منظمة الفاو، وإبلاغ وزارة الزراعة السورية بوضع أسراب الجراد في الدول المجاورة لأخذ الاحتياطات اللازمة مسبقاً، وتحضير التجهيزات الكافية من مرشات ومبيدات، وتشكيل فرق تحر، حيث تحتاج سورية حالياً إلى 15 مرشاً و50 طناً من المبيدات، وإعادة تأهيل الوحدة الجوية، وتأمين الطائرات، وتعزيز نقاط الاتصال مع الهيئة، ووسائل الإنذار المبكر.
مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة إياد محمد أكد أن المساحات المكافحة من الجراد الصحراوي في القطر من 17/ 4/ 2021 ولغاية 28/ 4/ 2021 بلغت 21615 دونماً، منها 2850 دونماً في دمشق وريفها، و4700 دونم في درعا، و1400 في القنيطرة، و10690 دونماً في السويداء، و225 دونماً في حمص، و350 دونماً في دير الزور، و1400 دونم في حلب، كذلك جزم حازم الزيلع معاون مدير الوقاية بأن مجموعات الجراد لم تترك أي ضرر يذكر، وأن الصور التي انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي حملت في طياتها نوعاً من التهويل والتخويف للمجتمع، في حين أكدت التقارير الواردة من مديريات وقاية المزروعات في المحافظات أن الوضع حالياً مستقر وضمن السيطرة، مشيراً إلى أن هذه المجموعات مازالت موجودة خاصة في السويداء ودرعا وريف دمشق، علماً أن الصور تُظهر أن الأعداد كبيرة، لكن تأثيرها محدود جداً كون تغذيتها قليلة، ونفى الزيلع أن تكون الوزارة متسترة على وجود أضرار خلّفتها مجموعات الجراد، مؤكداً عدم ورود شكاوى حتى الآن من قبل الفلاحين، وأن الحديث لا يتعدى صفحات الفيس بوك، وتقوم الوزارة بمكافحة أكبر عدد ممكن، إذ إن أفضل طريقة لمكافحة الجراد عن طريق المبيدات “الملامسة”، أي يجب أن تلامس الحشرة كي تموت، وبالتالي يجب أن تكون متموضعة على الأرض، وهذا ما تعمل عليه الوزارة.
وعن وجود أي تعويض للفلاحين في حال ورود شكاوى في المستقبل، نوّه الزيلع إلى أن الضرر ضمن الحدود الدنيا، وتعويضات الفلاحين تتحكم بها عدة إجراءات وأصول موضوعة من قبل الصندوق، أهمها أن تتجاوز نسبة الضرر 10% من المساحات الكلية.
من جهته، يرى عبد الرحمن قرنفلة، خبير زراعي، أن موجة الجراد التي اجتاحت البلاد خلال الفترة الماضية لم تصل إلى مستوى الجائحة، فالجراد آفة خطيرة وبلاء كبير في حال وصل إلى حد العتبة الاقتصادية ولم تتخذ الإجراءات اللازمة لمكافحته، والواقع الميداني في سورية يؤكد أنه لم يصل للوباء، خاصة مع وجود فرق مكافحة منتشرة في جميع المحافظات للتحري والإبلاغ، ناهيك عن المنصات الدولية التي تخبر الدول بحركة الجراد، إذ إن الدول مُلزمة بتزويد هذه المنصات بالمعلومات، ويؤكد قرنفلة أن الوضع مازال تحت السيطرة ولم يتعد العتبة الاقتصادية، وتسعى الدولة لمكافحته، لاسيما أن انتشاره بأعداد كبيرة يهدد الأمن الغذائي والاقتصادي.