بوتين: نأمل التغلب على صعوبات السيل الشمالي 2
شيئاً فشيئاً تظهر الأسباب التي أدّت إلى توتر العلاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، حيث تؤكد المعطيات أن هناك من يضع العراقيل في وجه أي مشروع يمكن أن يساهم في رفع قيمة الناتج الإجمالي لكل من الطرفين، وأن واشنطن من خلف المحيط ترفض تطوير العلاقة الاقتصادية بين روسيا والاتحاد، لتستمر في الهيمنة على القرار الأوروبي.
وفي هذا الشأن، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم عن أمله في التغلب على الصعوبات المحيطة بمشروع خط أنابيب غاز (التيار الشمالي 2). ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بوتين قوله خلال لقاء مع رجال أعمال فرنسيين عبر تقنية الفيديو كونفرانس: إنه “يجري تنفيذ مشروعات مشتركة معروفة في جميع أنحاء العالم مثل بناء مصانع إنتاج الغاز الطبيعي المسال (يامال) و(اركتيك 2) ومد خط أنابيب (التيار الشمالي 2)، مشيراً إلى وجود “العديد من التكهنات السياسية حول هذا المشروع”، وأكد أن “هذا المشروع اقتصادي بحت ولا علاقة له بالوضع السياسي الحالي”.
وأوضح بوتين أن “الأحاديث حول المشروع مرتبطة بالدرجة الأولى بمحاولات المنافسة غير العادلة في السوق الأوروبية”، معرباً عن أمله بالتغلب على كل الصعوبات المحيطة به.
يذكر أن مشروع (التيار الشمالي 2) يضمّ بناء خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا وتقوم شركة (نورد سترريم 2 أي جي) بإنجاز هذا المشروع مع المساهم الوحيد وهو شركة (غازبروم) الروسية، ويقوم الشركاء الأوروبيون الشركات (رويال داتش شيل) و(او ام في) و(انجي) و(يونيبر) و(ونترشيل) بتمويل هذا المشروع إجمالاً بنسبة 50 بالمئة.
ويلقى المشروع معارضة من الولايات المتحدة التي تروّج للغاز الطبيعي الأمريكي المسال في الاتحاد الأوروبي، وفرضت واشنطن عقوبات على مشروع (التيار الشمالي 2) في كانون الأول 2019 وطالبت الشركات المساهمة بالتوقف على الفور عن مدّ خط الأنابيب.
وغير بعيد عن الصعوبات في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم أن روسيا لن تتغاضى عن مواقف جمهورية التشيك وبلغاريا ودول البلطيق إزاءها.
وقال بيسكوف في تصريح للقناة الأولى للتلفزة الروسية: لن نصبر وأخذنا نعرض بكل وضوح أننا لا نتغاضى عما ترتكبه جمهورية التشيك وبلغاريا وبلدان البلطيق وغيرها ضمن إطار التضامن السيئ الصيت ضدنا.
وأضاف بيسكوف: “الأمور ستسير لاحقاً وفق ما رسمه الرئيس بوتين، ولكن الأمر الرئيسي يكمن في رغبة روسيا بإقامة علاقات طيبة مع الجميع”، مشيراً إلى أن واشنطن وبروكسل وعواصم أوروبية أخرى لا تريد “بعناد” الإصغاء إلى هذا التوجه الأساسي للرئيس بوتين.
من جانبها، علّقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تصريح لسفير الاتحاد الأوروبي لدى روسيا، أشار فيه إلى تدني العلاقات مؤخراً بين روسيا والاتحاد.
وأشارت زاخاروفا في تدوينة على حسابها في موقع “فيسبوك” إلى ما تناقلته وسائل إعلام عن سفير الاتحاد الأوروبي في موسكو من أن “العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة”.
وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في تعليقها قائلة: ينقص هذا الاقتباس الأمر الأكثر أهمية وصدقاً، وهو أن ذلك كان “بفضل جهود بروكسل”، أي الاتحاد الأوروبي.
وكانت زاخاروفا طالبت مؤخراً التشيك وبلغاريا وأوكرانيا بتقديم تفسيرات بشأن تخزين الألغام المضادة للأفراد بمدينة فربيتيتسي في جمهورية التشيك.
ميدانياً، اعتقل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في 9 مدن روسية 16 عضواً في الجماعة المتطرفة للشباب الأوكراني (أم. كا. أو) خططوا لتنفيذ تفجيرات وهجمات مسلحة في الأراضي الروسية.
وجاء في بيان صدر اليوم عن الجهاز وفق ما نقلت وكالة نوفوستي أن “زعيم الجماعة إيغور كراسنوف كان ينسق نشاط هذه الجماعة في الأراضي الروسية من داخل أوكرانيا وتم تجنيد الأعضاء الجدد للجماعة بشكل تدريجي”.
وأضاف البيان: “تم في مدن بمقاطعة موسكو وأخرى بمقاطعة ياروسلافل اعتقال المتطرفين بعد ثبوت تورّطهم بارتكاب جرائم جنائية ودعاية متطرفة والتحضير لتفجير مبانٍ حكومية والقيام بهجمات مسلحة على المواطنين”.
ولفت البيان إلى مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والرموز المتطرفة والوثائق التي تضم المعلومات حول الجرائم الإرهابية المرتكبة سابقاً والتي من المخطط ارتكابها لاحقاً، وكذلك التقارير المصورة حول أعمال العنف السابقة التي كانوا يرسلونها لزعيم الجماعة.
وتابع البيان: “في إطار القضايا الجنائية المفتوحة نجري أعمال البحث والتحقيق الهادفة إلى كشف جميع جرائمهم”.