تماري هندي.. التمر هندي
ذكر أبو بكر الرازي منذ قديم الزمان بأن عصارة التمر هندي تقطع العطش لأنها باردة طرية، هذا المشروب الذي يعدّ من أشهر مشروبات شهر رمضان التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر من سنة لأخرى لفوائده الكثيرة وقدرته على إطفاء ظمأ العطشى.
تعتبر أفريقيا الاستوائية الموطن الأول لشجر التمر هندي، لكن تمّ زرعه واستصلاحه أيضاً لقرون طويلة في شبه القارة الهندية، لذلك تعتبر المنطقتان من المناطق الأصل لهذه النبتة الخاصة. وتعود زراعة التمر الهندي في مصر إلى عام 400 قبل الميلاد، ويقال إن الفراعنة هم من أدخلوا زراعته إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد عثر علماء الآثار عليه في قبور الفراعنة.
على الأرجح أن العرب الذي استخدموا النبتة لغايات طبية في البداية، جاؤوا بها من الهند الشرقية، حيث كان يطلق على النبتة باللغة الهندية “تماري هندي” التي تعني تمر هندي، ويقول البعض إن العرب هم من نشروا التمر هندي خلال فتوحاتهم في أوروبا والعالم ومنحوه اسمه الحالي التمر هندي، وقد جاء العرب به عبر الخليج العربي مما ترك تأثيراً مباشراً على المطبخين الفارسي والمصري.
ويقال إن سبب ارتباط المشروب برمضان، جاء منذ عهد المماليك، حيث استعانوا بمنقوع التمر هندي كشراب بديل عن الخمر على مائدة الإفطار في رمضان، وذلك لقدرته المعروفة على كسر العطش، وتخصّص فلاحو مصر بالصعيد في زراعته، كما يُشار إلى أن من ضمن فوائده أنه يمنع الغيبوبة الناتجة عن تناول الكحول.
تُستخدم ثمار التمر هندي في العديد من الأطباق في جميع أنحاء العالم، إذ تُستخدم في الصلصات، والمخللات، والمشروبات، والحلويات، كما أن لها العديد من الخصائص الطبية، وقد استُخدمت بشكل كبير في وصفات الطب التقليدي لعلاج حالات الإسهال والإمساك والحمّى والقرحات الهضمية، كما استُخدمت أوراق ولحاء شجرة التمر الهندي في المساعدة على التئام الجروح وعلاجها.