الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الجعفري للمنتدى العربي الدولي لرفع الحصار: وقف التدخل في شؤوننا الداخلية

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين د. بشار الجعفري، أمام المنتدى العربي الدولي لرفع الحصار والعقوبات عن سورية وإسقاط “قانون قيصر”، أن الإرهاب الاقتصادي والمالي الذي يُمارس على سورية اليوم لم يتجلَ فقط بشكله الحالي من خلال ما يسمى بالتدابير الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، بعضها يُكنّى بالانتماء إلى العروبة، بل بدأ منذ الايام الأولى للحرب الإرهابية التي شُنّت على سورية، وأضاف: تذكرون جميعاً ماكانت تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة، المدعومة من ذات الدول التي فرضت هذه التدابير، من استهداف ممنهج لقواعد الدفاع الجوي والقواعد العسكرية في الخطوط الأولى من الجبهة مع العدو الاسرائيلي، واغتيال الطياريين الحربيين، وللبنى التحتية المدنية والموارد الاقتصادية، حيث طالت جرائمها محطات الكهرباء والجسور والمعامل وأنابيب النفط والغاز والمدارس والمشافي، وما رافق ذلك من القضاء على فرص العمل وزيادة نسبة البطالة، ودفع الناس إلى الهروب باتجاه اللجوء والنزوح والهجرة والغرق في مياه لصوص البحر، وكل ذلك روج له أعداء الأمة على أنه “ربيع عربي”.

وفي المؤتمر الذي نظمه المؤتمر القومي العربي والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن اليوم الخميس في بيروت بمشاركة أكثر من 250 شخصية عربية ودولية، أضاف الجعفري: لقد سخّرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى، كل طاقاتها، للنيل من بلادي سورية، أرضاً وشعباً وموقفاً سياسياً، ولتصفية حساباتها القديمة الجديدة معها، ولتحقيق أجنداتها التدخلية الخاصة على حساب دماء الشعب السوري ومُقدراته ومستقبل أبنائه، وسخّرت ماكيناتها الإعلامية الأخطبوطية لشيطنة الدولة السورية ووضعها على قدم المساواة مع ارهابيي “داعش” و”جبهة” النصرة وأخواتهما، وذلك لتشويه حقيقة ما جرى ويجري في سورية. وقامت بتسخير كل امكانياتها المادية والإعلامية لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة، التي عاثت خراباً على كامل الأرض السورية، وفتحت الحدود لتسهيل عبور عشرات الآلاف من الإرهابيين المرتزقة من أكثر من مئة دولة الى داخل سورية، باعتراف اللجنة الفرعية لمجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب، وقامت بإنشاء معسكرات تدريب للإرهابيين في دول الجوار، ناهيك عن اصدار الفتاوى التكفيرية لاستباحة دماء السوريين. وقامت بتوصيف عتاة الإرهابيين هؤلاء من قاطعي الرؤوس وآكلي الأكباد وتجار الآثار المسروقة بأنهم “معارضة سورية معتدلة”. كما قدّمت هذه الدول للمجموعات الإرهابية المسلحة وسهّلت امتلاكها للمواد الكيميائية السامة لاستخدامها ضد المدنيين الأبرياء، ومن ثم التلاعب بمكان الحوادث وفبركة المعلومات وتقديم شهادات زور مُضللة لآلية تحقيق مشكوك بمصداقيتها وحيادها ليتم اتهام الحكومة السورية واتخاذ ذلك ذريعة لشن العدوان عليها. وقد شهدنا مؤخراً السابقة الخطيرة التي حدثت في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والتي تعتبر تتويجاً لسلسة المسرحيات المفبركة باتهام الحكومة السورية باستخدام هذه المواد. هذا ناهيك طبعاً عن الاعتداءات الكثيرة والجرائم الجسيمة والتدمير الممنهج للبنى التحتية التي قام بها ما يسمى بـ “التحالف الدولي” بحجة محاربة الإرهاب، وخير دليل على جرائم هذا التحالف هو تدميره المتعمّد لنحو 90 بالمئة من مدينة الرقة السورية، وأضاف: ولكي نضع الأمور في ميزانها المنطقي الصحيح، دعونا نقارن بين حقد أعداء أمتنا على العراق وحقدهم عى سورية. ففي حالة العراق الشقيق دفع هؤلاء الأعداء، وبمباركة من بعض العرب، مجلس الأمن إلى تشكيل لجنتين اثنتين فحسب هما الأونيسكوم والأنموفيك، وذلك على مدى 17 عاماً، أثخنوا خلالها العراق، دولة وشعباً، بجروح لم تندمل حتى الآن. وأما في الحالة السورية فقد دفع نفس الأعداء، بمباركة نفس العرب، مجلس الأمن إلى تشكيل 8 لجان خلال 10 سنوات فقط!

وتابع د.الجعفري: بالعودة إلى موضوع التدابير الانفراديّة القسريّة، لا بد من التذكير بأن هذه التدابير تُمثل صورةً واضحةً عن النفاق السياسي الذي تُمارسه بعض الدول، كما هو الحال في سورية، حيث تدّعي الدول التي فرضت هذه التدابير “حرصها على الشعب السوري”، في الوقت الذي تواصل فيه انتهاك سيادة سورية وسياسة عدم التعاون مع الحكومة السورية وتفرض تدابيرها القسريّة على السوريين، وتربط تقديم أي مساعدات في مجال التنمية أو إعادة البناء بشروط سياسيّة، وهو ما يتناقض مع مبادئ العمل الإنساني والتنموي، ويُعيق جهود الدولة السورية في تحقيق التعافي وإعادة الإعمار وتهيئة الظروف المناسبة لعودة النازحين داخلياً واللاجئين إلى ديارهم. وخلافاً لما تدّعيه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بوجود استثناءات تسمح بتمويل المواد الأساسية الدوائية والغذائيّة، فقد أثّرت العقوبات الجائرة بشكل مباشر على كافة المستلزمات الأساسية للشعب السوري، لا بل طالت الخيوط الجراحية وأجهزة الرنين المغناطيسي والأدوية اللازمة لمعالجة الأورام وغسيل الكلى، الأمر الذي يتطلب التصدي لهذا الشكل الجديد من الإرهاب المستنبط في مخابر الحرب السياسية الفيروسية ضد أمتنا وبلداننا وشعوبنا، وهو الإرهاب الاقتصادي والمالي.

وأشار الجعفري إلى أن المطلوب اليوم هو الوقف الفوري للتدخل الفظ في شؤوننا الداخلية، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وانهاء الاجراءات الظالمة وغير الشرعية، وقراءة الوضع في سورية، بطريقة موضوعية وصحيحة، بدلاً من اعتماد مواقف تؤدي إلى تصعيد الأزمة وإطالة أمدها وإلى زيادة انتشار الفوضى والإرهاب وابتزاز الحكومة والشعب السوري، وتكرار الوصفات الفاشلة التي تسببت في تدمير وتخريب أكثر من بلد، وأضاف: إن الضغوط والمؤامرات، وإن اشتدت وتنوعت، لن تزيدنا إلا عزيمة وإصراراً على مواجهة التحديات، فنحن في سورية لدينا أسس لا يمكن المساس بها قوامها مصالح الشعب العربي السوري وأهدافه الوطنية والقومية.

وأشار د. الجعفري إلى ماورد في إعلان وبرنامج عمل فيينا، المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في العام 1993 من أنه لا ينبغي استخدام الغذاء كأداة للضغط السياسي، وهذه هي النصوص القانونية الدولية، التي يبدو أنها وُضِعت للضعفاء فقط وليس للأقوياء وأصحاب النفوذ والهيمنة. وأما واقع الحال، فهو أن تآكل مصداقية مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق تُعيد البشرية إلى عهد عصبة الأمم التي تلاعب بها وبمقدراتها مجانين أوروبا الاستعماريين فتسببوا بزوالها وبنشوب حرب عالمية طاحنة أزهقت حياة عشرات الملايين من الناس وحطمت طموحاتٍ بالحرية والعدالة كان يحلم بها مئات الملايين من البشر، وأضاف: استهدف الإرهاب مجتمعاتنا تحت مسميات خادعة، وتسبب بجرائم غير مسبوقة بحق شعوبنا، وساهم في خلق أزمات إنسانية في العديد من الدول.. إرهاب تغذّى على سوء تقدير في الحسابات السياسية لدى بعض الحكومات الراعية للفوضى والتطرّف والإرهاب والتوحش، فكانت الضحية شعوب منطقتنا وأمنها وسلامتها وازدهارها.. إرهاب دمّر الحضارة وطال التراث الثقافي في الموصل وسنجار والرقة وحلب ومعرة النعمان ومنطقة الجزيرة السورية وغسل أدمغة الملايين من شبابنا.. إرهاب طال ويطول حليب أطفالنا ولقمة عيشنا ودواء مرضانا، وأكد أن التآمر والمخططات الشيطانية لبعض الدول اصطدمت بحائط منيع وشجاعة كبيرة من الجيش العربي السوري وحلفائه، الذين أفشلوا مخططات هذه الدول وأذهلوا العالم بصمودهم الأسطوري وقدرتهم على تذليل الصعاب وتحقيق الإنجازات في مواجهة أشرس حرب همجية شهدها التاريخ الحديث، في ظل تفاعل خلاق وتلاحم وطني بين قيادة الدولة والجيش والشعب.

طلبتنا في الهند برفع الإجراءات الغربية فوراً

إلى ذلك، طالب فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في الهند برفع الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.

وجاء في ثلاث رسائل وجهها الاتحاد إلى مكتب الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي وسفارة الفاتيكان أن “الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على سورية تهدد حياة ومستقبل الشعب السوري فهي تزيد من معاناته وتحرمه من تأمين احتياجاته اليومية كما أنها تسببت بمعاناة بشرية لم يشهد التاريخ مثلها من قبل”.

وأشار الاتحاد إلى أن هذه الإجراءات القسرية الظالمة جاءت في ظل الحرب الإرهابية المستمرة على سورية منذ أكثر من عشر سنوات والتي استهدفت مقدرات الدولة السورية وبنيتها التحتية والمؤسسات فيها في ظل تفشي جائحة كورونا العالمية التي تهدد حياة البشرية.

وشدد الاتحاد على أن الإجراءات الغربية أحادية الجانب ألحقت الضرر بالمواطنين السوريين وزادت من معاناتهم مطالباً برفعها الفوري والعاجل.