الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“هاروتيون مادارجيان” أصغر مدرب موسيقي بالقامشلي

بدأ عشقه وتعلقه مع الموسيقا وهو في سن مبكرة، لم يكن يميّز وقتها بين الآلات، وجد دعماً جميلاً من والده، فانطلق في تلك السن إلى معاهد تعليمها، وانكسر قلبه وهو يترك مدينته وآلاته الموسيقية تحت الأنقاض.

القصّة المتميزة للشاب “هاروتيون كريكور خاجيك مادارجيان” ابن مدينة الرقة بدأت وهو في الثامنة من عمره عندما انضمّ لمعهد موسيقي في مدينته، باشر مع فرقتها “أورنينا” بالمشاركة في العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية، وتوّج جهده الموسيقي بنيل المركز الأول في مسابقات الرواد بالعزف على آلة الكمان لثلاث سنوات متتالية على مستوى الرقة، وعامان يتوّج بالمرتبة الأولى على مسابقة القطر، فتمّ تكريمه ببعثة خارجية لدولتي تونس ومصر.

انقلب كيانه وحياته إلى حزن وغمّ عندما دخل مسلحو داعش مدينته، حاربوا كل الجمال والفرح، كسروا الآلة فوق رأسه، حاربوه بشكل خاص لأنه من طائفة الأرمن، هرب منها إلى مدينة القامشلي، وانضمّ إلى أحد معاهدها الموسيقية، ليكون أحد أصغر مدربي الموسيقا. وهو مدرّب موسيقي حصل على الشهادة الثانوية، والتحق بجامعته، واستمر بالتدريب تحت ضغط الطلاب والأهالي، فتح مركزاً صغيراً للتعليم، وازدادت الأعداد فوسّع معهده ومكان عمله الموسيقي، كان المعهد فقير الحال والأحوال، حتى أنه في بداية الافتتاح كان المتدربون يتدربون على الواقف دون وجود كراسي، مع مرور الزمن جهزه بالشكل المثالي، وبات علامة متميزة فنياً في مدينة القامشلي.

يقول “هاروتيون” إنه قد يكون أصغر مدرّب على مستوى الوطن العربي وربما العالم، ليس هناك مدرّب يدرب بعمر الـ17 سنة، فهو يقوم بتطوير نفسه بشكل يومي، كان حلمي المعهد العالي للموسيقى، لكنه ضمن الظروف التي عاصرتها أجد هذه المرحلة مهمّة وجيدة. وقد توّج هاروتيون بالمركز الأول بالعزف على آلة الكمان في مدينة “القامشلي” بمنافسة مع 40 عازفاً، ويعدّها تجربة رائدة في حياته، أسّس فرقة فنية من الطلاب الذين علمهم في المعهد، ومن خلالهم شارك بمهرجانات عديدة.

يوضح الموسيقي الشاب سبب تسمية معهده وفرقته بـ”هارموني”: بعد وصولي لمدينة القامشلي وجدت تنوعاً رائعاً فيها، الكردي والعربي والسرياني والأرمني والأشوري و…، قررت أن أسمي المعهد والفرقة بـ”هارموني” التي تعني التنوع.

قبل فترة قام “هاروتيون” بزيارة قصيرة إلى مدينته الرقة ليعزف على ركامها وأنقاض منزله وآلاته الموسيقية، التي لم يبق منها إلا الأثر.

عبد العظيم عبد الله