دمشق وموسكو: الأراضي المحتلة أمريكياً تشهد استباحة لكل حقوق الإنسان
أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية لعودة المهجرين السوريين أن الأغلبية الساحقة من السوريين المتواجدين في الدول المجاورة يريدون العودة إلى مناطقهم في سورية بعد تطهيرها من الإرهاب إلا أن العراقيل التي ما زالت تضعها الولايات المتحدة الأمريكية تحول دون عودتهم.
وبينت الهيئتان في بيان مشترك لهما أن سورية وروسيا تواصلان “العمل المستمر بهدف تقديم المساعدات المختلفة لتأمين العودة الطوعية والآمنة للمهجرين إلى الوطن وتهيئة ظروف الحياة الجيدة لهم في البلاد الأمر الذي أدى إلى عودة أعداد كبيرة رغم المعوقات التي يختلقها الجانب الأمريكي”.
وأشار البيان إلى أن الدولة السورية أولت “اهتماماً خاصاً لموضوع إعادة إعمار البنية التحتية ذات الأهمية وتطوير الاقتصاد الوطني في البلاد وقامت بافتتاح مراكز تقديم الخدمات المختلفة التي تقدم للمواطنين الخدمات المالية والاستشارية والقانونية ما جعل أكثر من 70 بالمئة من السوريين الذين يتواجدون في الدول المجاورة يريدون العودة إلى أماكن إقامتهم الدائمة”.
وجدد البيان التذكير بالممارسات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لعرقلة عودة المهجرين السوريين إلى بلادهم وذلك من خلال “ممارسة الدعاية الهادفة إلى تشويه سمعة الدولة السورية وتشكيل رأي عام سلبي ونشر صورة مزيفة عن الوضع الحقيقي في سورية، حيث يستخدم الغربيون الوسائل السينمائية لأجل ذلك، فعلى سبيل المثال أعلن موظفو السفارة الفرنسية في الأردن عن مسابقة لإنتاج أفضل فيلم سينمائي قصير يحمّل الدولة السورية المسؤولية عن المعاناة التي تحدث بحق الشعب السوري”.
وحذر البيان من أن “ازدياد تدني ظروف حياة المواطنين السوريين في الدول المجاورة بسبب وباء كورونا وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي حيث لا يتوفر لهم المال الكافي لحياة كريمة سيزيد من خطر تطرّفهم واندماجهم في النشاطات الإرهابية”.
وجدد البيان الإشارة إلى أن “الأراضي المحتلة من جانب القوات الأمريكية في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية وشرق الفرات تشهد استباحة لكل قواعد حقوق الإنسان الأساسية وتجاهل احتياجات السكان المدنيين الذين يعيشون في مخيمات المهجرين حيث يقترب وضع المواطنين السوريين في مخيمي الركبان والهول من الكارثة الإنسانية ويزداد سوءاً بسبب وباء كورونا والعقوبات الاقتصادية”.
وأضاف البيان.. أنه انطلاقاً من المبادئ الإنسانية فإن الدولة السورية وروسيا “بذلوا قصارى جهدهم من أجل تأمين الخروج الطوعي والآمن للنازحين من مخيم الركبان ونفذت الدولة السورية كل التزاماتها في إطار الخطة المنجزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة حول خروج سكان الركبان الباقين فيه وقامت بتجهيز مركز الإيواء المؤقت الإضافي “الدوير” لعودة آمنة للمواطنين إلى منازلهم من خلال مراعاة إجراءات الحماية من الكورونا”.
ولفت البيان إلى أنه ورغم ما سبق أقدمت “الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم الطلبات الجديدة لإرسال المساعدة الإنسانية إلى مخيم الركبان بدلاً من مساعدة سكان المخيم للعودة إلى أماكن إقامتهم الدائمة، مع التنويه بأنه بحسب تجربة المساعدات المقدمة سابقاً فإنها تذهب جميعها إلى الإرهابيين الموالين للأمريكان، وتستخدم كوسيلة للاستغلال والسيطرة على المهجرين، ولهذا فإن ضمانات الجانب الأمريكي بإخراج الراغبين بالعودة في المخيم لا يتم تنفيذها”.
وأكد البيان أن “هذه الأعمال بشكل خاص هي التي تسمح للولايات المتحدة الأمريكية بالمماطلة بعملية إغلاق المخيم، وعلى أرض الواقع يتم فعل كل ذلك لتأمين تنظيم سيطرة القوات الأمريكية على منطقة التنف ومواصلة تجهيز الإرهابيين الذين يستخدمونهم لدعم استمرار التوتر والإرهاب في سورية”.
وحمل البيان قوات الاحتلال الأمريكية “ما يحصل من كوارث في منطقة التنف التي تحتلها بما في ذلك الخدمات الطبية لسكان مخيم الركبان” مؤكداً أن “إغلاق هذا المخيم بشكل كامل وعودة المهجرين إلى أماكن إقامتهم الدائمة هو الحل الوحيد الذي يضمن عودة هؤلاء المهجرين إلى حياتهم الطبيعية”.
وختم البيان بتجديد دعوة “المجتمع الدولي للضغط على الجانب الأمريكي، الذي يحول دون استقرار الوضع في سورية، ولرفع العقوبات غير الشرعية المفروضة عليها، والجلاء عن الأراضي التي تحتلها القوات الأمريكية كي تقوم الدولة السورية بواجبها تجاه موطنيها”.
الاحتلال الأمريكي يسرق 32 شاحنة قمح
ميدانياً، سرقت قوات الاحتلال الأمريكي مجدداً كمية من القمح السوري من صوامع قرية تل علو في ناحية اليعربية بريف الحسكة الشرقي وأخرجتها إلى شمال العراق بالتعاون والتنسيق مع ميليشيا “قسد”.
وأفادت مصادر محلية من قرية السويدية بأن “رتلاً من 32 شاحنة محملة بالقمح المسروق من صوامع تل علو أخرجتها قوات الاحتلال الأمريكي بحراسة مجموعات من ميليشيا (قسد) إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي”.
وسرقت قوات الاحتلال الأمريكي خلال الأشهر الماضية كميات كبيرة من القمح السوري عبر مئات الشاحنات من صوامع تل علو في ناحية اليعربية والطويبة في ريف القامشلي الشرقي وغيرها وأخرجتها إلى شمال العراق.