أردوغان يقودها.. تصاعد كراهية الأقليات الدينية في تركيا
حذّرت نادين مانيزا، رئيسة منظمة “باتريوت فويس”، التي تُدافع عن الأسرة وحرية المُعتقد، من أنّ هناك عمليات إحياء لكراهية الأقليات الدينية يقودها النظام التركي بنفسه.
ونقلت، في مقال لها لمجلة نيوزويك، عن محللين قولهم: “إنّ الحكومة التركية تُصوّر المسيحيين واليهود على أنهم طابور خامس في خدمة التدخل الغربي”.
واستهدف رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان المعارضة السياسية في بلاده، بالقول إنهم يفعلون ما يطلبه “الكفار”، وهو تصنيف ازدرائي لغير المسلمين، مما فاجأ المجتمعات المسيحية واليهودية في تركيا منتصف نيسان.
وشكّل القس الأميركي أندرو برونسون من ولاية كارولينا الشمالية- الذي أمضى ما يقرب من عامين في سجن تركي بتهم كاذبة تتعلق بالتجسس العسكري والإرهاب والتخطيط للانقلاب- جانباً عاماً للمضايقات التي تعرّض لها قادة الديانة المسيحية في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.
ولم يكن برونسون الزعيم الديني المسيحي الوحيد الذي استهدفته حملات التشهير التي نظمتها الحكومة، إذ وجّهت الصحف اليومية الموالية لأردوغان حملات افتراء على بطريرك الروم الأرثوذكس عبر اتهامه بالتخطيط لانقلاب عام 2016 الفاشل إلى جانب وكالة المخابرات المركزية وحركة “غولن”.
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من خمس سنوات على الانقلاب الفاشل في تركيا، إلا أنّ التحرش بالمسيحيين لم يهدأ في الواقع، ومن ذلك ترحيل قادة الطائفة البروتستانتية من الرعايا الأجانب باعتبارهم يشكلون تهديدًاً للأمن القومي. ومن خلال رفض تصاريح الدخول أو تجديد الإقامة طردت السلطات التركية 30 بروتستانتياً في عام 2020 و35 في العام السابق.
كما يبدو أن النظام التركي يُعرقل عودة أفراد مختلف الطوائف المسيحية الشرقية إلى أراضي أجدادهم في جنوب شرق البلاد.
وفي 8 نيسان أصدرت محكمة تابعة لأردوغان حكماً بالسجن لمدة 25 شهراً على القس السرياني الأرثوذكسي سيفر بيلشين، المعروف باسم الأب آهو، وهو من سكان إسطنبول القدامى الذين عادوا إلى ماردين ليصبح نائباً لدير مار يعقوب، الذي يعود تاريخه إلى 1500 عام. واعتقلت السلطات التركية الأب أهو لأول مرة في كانون الأول 2020 بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، لكنها أطلقت سراحه بعد ضغوط شعبية.
وكان تحويل حكومة أردوغان لمتحف آيا صوفيا إلى مسجد في تموز الماضي أحد أكثر خطواتها تهديداً فيما يتعلق بالأقليات الدينية في تركيا. إذ أكد مجلس كنائس الشرق الأوسط أن القرار هو اعتداء على الحرية الدينية، التي كرستها المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ويخالف وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك الموقعة عام 201، وكل المبادرات المسكونية وحوار الأديان في العقود الثلاثة الأخيرة.
وتُتابع الباحثة مقالها، لتؤكد أنّ استحضار أردوغان لما يُسمّى بروح الغزو العثماني وإشارات المسؤولين إلى “حق السيف” لإضفاء الشرعية على تحويل الكاتدرائية البيزنطية – بالإضافة إلى العديد من الكنائس الأخرى – إلى مساجد، قد أدّى إلى وضع المواطنين المسيحيين في تركيا في مرتبة أدنى بالمقارنة مع باقي فئات الشعب.
يُذكر أنّ وزارة الخارجية الأميركية قد أصدرت مؤخراً تقريرها السنوي حول الحريات الدينية لسنة 2020، وحذّرت فيه من تصاعد الانتهاكات الدينية والعرقية في تركيا، حيث شهدت البلاد زيادة في عمليات استهداف الأقليات الدينية وتصاعد العنف المجتمعي بحق المتدينين، إضافة إلى استمرار السلطات في الحفاظ على قانون التجديف التركي.