ثقافةصحيفة البعث

صالون سلمية الثقافي يبحث عن المواهب

البعث- نزار جمول

بدا الشعر العربي ببحوره وأوزانه وموسيقاه يتألق من جلسة لأخرى بعد أن حرص كل الشعراء المشاركين على نبش أحاسيسهم المرهفة من أعماق خزان أرواحهم ليقدموا قصائد بعيدة عن النظم لأجل النظم، فالقصيدة العامودية لن تصل للمتلقي إن كانت خالية من الإحساس والموسيقا الشعرية الجميلة، فها هي الجلسة الحادية عشرة تقدم لجمهور صالون سلمية الثقافي هذا الشعر الذي يفيض بالأحاسيس، وبلغت هذه الجلسة ذروتها الشعرية عندما قدم أحد الأطفال قصيدة بوزن الكبار وموسيقاها الأخاذة، وبدأها مدير النادي الشاعر وعد أبو شاهين ببعض الأبيات الغزلية وتبعها بقصيدته “طيف محبوبي” التي قال فيها:

وأسمع صوتها لو كان همساً           فكيف الأمر إن كان الجهورا

وأهمس باسمها من دون صوت      وكان الصوت في عقلي وقورا

ثم قدمت الشاعرة آمنة طالب المشاركين بطريقة شعرية تناسب كل واحد منهم والبداية كانت مع الموهبة الشعرية القادمة بقوة إلى الشعر الموزون الطفل علي الجندي “14 عاماً” بقصيدته “البيان بوصف البيان” قال فيها:

ألا ربّ ليل فيه قد كنت أنظمُ                  وأروي لشعري مع عن الناس أكتمُ

فترخى فلول العتمة في وجنة السما       كأن الدجى من بسمة النور يلثمُ

ويبقى يراعي ينشد الحب سامراً          فيأوي لكف نغمة العشق يرسمُ

ثم ألقى الشاعر عبد العزيز مقداد قصيدتيه “رؤى، أطوار”، وقدم الشاعر إسماعيل عيسى قصيدة “المتكبر” وأخرى “سجل أنا عربي” قال فيها:

سجل أنا عربي ورقم بطاقتي صفرين              بعد الألف أعيش عيش مضطربِ

وبيتي خيمة أو كوخ                                  من الأعواد والقصب سجل أنا عربي

وألقت الشاعرة ثناء الأحمد قصيدة “العاطفة” وقصيدة “رياض شعري” قالت فيها:

فأنت ياشعر من قد ذاع أخباري            وكنت سراً على مكنون أسراري

وصرت أرقص كالسكران حالمةً                   وفيك همت بأشواقي وأخباري

ثم قدم الشاعر محسن عدرة ثلاث قصائد “أسماء حسنى جزء2- قال لها- سمراء” ومن الأولى نختار:

على سرج النسيمات لكم سارت سحاباتي    فلي من جيد من أهوى مذاقات الملذاتِ

ونبض الشعر مدرار لتعطير المسافاتِ             وكم اغويتُ إبليساً خموراً من سلافاتي

وألقى الشاعر حسين الفيل ثلاث قصائد “فتشتُ، ذهبتُ، الاحتراق بالبعد” ثم ألقى الشاعر أمين حربا مدير الصالون قصيدة “يا أنتِ” قال فيها:

ألست الكمال ونحن سناك                  ونحن لنورك مثل المرايا

ومنك التجلي ونحن مداك                   وأنت لعدل الحياة الصباح

ثم قدمت الشاعرة لينا الخطيب قصائدها “تحت السحاب- يا زاجلاً- يا رفيق الدرب” وألقى الشاعر محمد قاسم القادم من طرطوس أربع قصائد “سلمية وطرطوس- أبكيت شعري- ذروة الكأس- إني مقامرة” ومن القصيدة الأولى قال:

يا ساكناً أبحرت فيه كأنني                  منذ الولادة قد زُرعت بمسمعي

فالموت أبحر في صحائف أحرفي         والشط غازلني وأسرج أدمعي

واختتم الشاعر الغنائي إسماعيل الآغا الأمسية ببعض من قصائده بالشعر المحكي.

واعتبر مدير نادي الشعر العربي الشاعر وعد أبو شاهين أن جلسات النادي بلغت أوجها بعد إحدى عشرة جلسة وتم تقديم شعراء بطموح أكبر لتقديم الأفضل لتحسين ذائقة الشعر عند المتلقي وخاصة أن الشعر العربي الأصيل بموسيقاه يطرب النفس، لذا سيكون هذا النادي متطوراً بشعرائه من المدينة ومن كل أنحاء سورية لأن الشعر العربي عطاء متجدد لا يقف عند حد معين أو اسم معين إضافة لتشجيع المواهب الشابة، وأكد أبو شاهين أن النادي وإدارة الصالون ستستمر بالسعي من أجل استقطاب شعراء كبار ليقدموا شعرهم الذي سيمتزج مع شعر مدينة سلمية التي تتنفس شعراً مع أوكسجينها المعبق بالهواء بنكهته الصحراوية.