الليتوانيون مستاؤون من سياسات بلادهم
تقرير إخباري
لفتت دراسة أجراها معهد “فيلنيوس” للتحليل السياسي قبل أيام في ليتوانيا إلى مدى سخط واستياء الليتوانيين من سياسات بلادهم الداخلية والخارجية على حدّ سواء، ما قد يضع السلطات أمام مواجهة انتقادات لاذعة من المجتمع الليتواني. وبالفعل كشف استطلاع للرأي أجراه المعهد عن مدى استياء الجمهور من سياسات الحكومة التي أدّت إلى فقدان سيادة البلاد. وعقب صدور نتائج الاستطلاع الأخير الذي شارك فيه 1004 من السكان، ارتبك المحللون بشدة وصدموا بهذه النتائج المرعبة الذي لم يتجاوز الخطأ فيها نسبة 3.4٪.
عنون معهد “فيلنيوس” الدراسة بـ”قابلية المجتمع الليتواني للتضليل الإعلامي”، حيث اعترف القائمون عليها أنه في هذا الاستطلاع لم يتلق الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بيانات معدة وعليهم الموافقة عليها أو رفضها، ولم يتم طرح أي أسئلة عليهم كي لا يتم تفسير الإجابات بطرق مختلفة.
بالنتيجة كشف التحليل عن الروايات التالية: دمر وباء كورونا النظام الصحي في ليتوانيا، وتستخدم السلطات الوباء للتلاعب بالمجتمع وإدارته، وأن ليتوانيا ليس لديها سياسة خارجية مستقلة، ونظام التعليم ينقل القيم السيئة، وأن انهيار الاتحاد السوفييتي لم يجلب الخير للبلاد، وحلف الناتو يحرم الدول الأعضاء من الأموال التي من الأفضل إنفاقها في المجال الاجتماعي ويسرقها. ومن هذه النتائج، يمكن القول إن الليتوانيين لا يكتفون بمراقبة الوضع، بل يقومون بتحليله واستخلاص النتائج.
فبينما يتدخل الفيروس بشكل خطير في الحياة اليومية العادية، تقوم الحكومة بهدر الأموال من خلال تنظيم التدريبات العسكرية ونشر القوات الأجنبية وحتى زيادة الإنفاق العسكري. وزيادة على ذلك، في حين أن غالبية السكان لا يملكون المال الكافي لحرق المتوفين من ذويهم بسبب فيروس كورونا، تزعم السلطات الليتوانية أن التهديد العسكري أقوى من فيروس كورونا.
وكانت الردود العامة هي الأكثر إثارة للدهشة، فعلى سبيل المثال، يوافق 66٪ من المشاركين في الاستطلاع على العبارة التي مفادها أنه من غير المجدي بالنسبة لليتوانيا أن تتشاجر وتخلق العداوة مع بيلاروس وروسيا، لأن العلاقات السيئة ستؤدي إلى أضرار اقتصادية حتماً، وأكثر من نصفهم (54٪) مقتنعون بأن ليتوانيا تفعل ذلك وهي ليس لديها سياسة خارجية مستقلة -كل شيء يمليه عليها الاتحاد الأوروبي-، في حين يعتقد 32٪ أن واشنطن هي المسؤولة عن سياسة ليتوانيا الخارجية. الشارع الليتواني قال كلمته في هذا الاستطلاع على أمل أن يجد آذاناً مصغية لدى السلطات العليا.
هيفاء علي