الجمعيات الأهلية.. دور تنموي قيد الانتظار والعبرة في المبادرات
اللاذقية- مروان حويجة
لا يزال الدور الخجول نسبياً الذي تضطلع به أغلب الجمعيات الأهلية والخيرية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب تواضع دورها رغم ما لهذا الدور من أهمية مفترضة في الكثير من المجالات الاجتماعية والتنموية والبيئية والاقتصادية، ولعلّ أكثر ما يثير الاستغراب في هذا الصدد هو التحوّل الكبير في اندفاعها اللا محدود للعمل عند فترة إشهارها وبين الفترة اللاحقة من فترة الإشهار، وأيضاً كثرة طلباتها ومتطلباتها من الجهات العامة لأجل أن تنهض بعملها وتؤدي دورها، مع المفارقة هنا أنه كان مفترضاً أن يعوّل عليها في مؤازرة القطاع العام المؤسساتي في تقديم الخدمة والمبادرة للمجتمع بدل أن تطلب هي الخدمة والمساعدة مع ضرورة الإشارة هنا إلى وجود جمعيات متميزة أثبتت فاعليتها كقطاع أهلي في خدمة المواطن والمجتمع باختصاصات مختلفة، ولكن للأسف أن عدد هذه الجمعيات قليل نسبياً.
وفي مستجدات دعم عمل الجمعيات الأهلية والخيرية تبدي محافظة اللاذقية استعداداً لدعم عمل الجمعيات بشكل لوجستي مباشر، حيث عرضت على الجمعيات إمكانية استثمار نحو 60 محلاً في أنفاق عبور المشاة ضمن مدينة اللاذقية كمقرّات لها ومركز نفاذ لتسويق منتجاتها لعام كامل مجاناً بدون عائد استثماري، وذلك من خلال تشكيل لجنة بين الجمعيات ومجلس المدينة ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، علماً أن استثمار هذه المحال يعود بالفائدة على الخدمات العامة في هذه الأنفاق. بالتوازي مع توفير مستلزمات جمعية رعاية المكفوفين بالتنسيق مع مديرية التربية وتوفير نقل المحتاجين من المستفيدات من جمعية سرطان الثدي ودعم الجمعية بالتنسيق مع الشؤون الاجتماعية، وتوفير أماكن التدريب للجمعيات المعنية بالتدريب والتمكين بالتعاون مع المعاهد القائمة واستقبال أنشطة الجمعيات على مدرج المحافظة تخفيفاً عن التكاليف المترتبة عليهم بناء على طلبها وتخفيفاً للتكاليف المترتبة عليها.
وإزاء هذا التحفيز الملموس للجمعيات الأهلية والإمكانات المتاحة و المتوفرة في المؤسسات العامة فما ينبغي على الجمعيات فعله اليوم قبل الغد أن تعيد النظر بمسار عملها، وأن تنطلق بجدية في تقديم خدماتها حسب إمكاناتها لا أن تنتظر أن تعطى الدور بل يجب هي نفسها أن تأخذ هذا الدور ولاسيما أن عددها ليس بقليل.