مستقبل ألمانيا بعد انتخابات المستشارية
ريا خوري
بعد نقاشات ساخنة ومداولات دامت أشهر، تمكن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي ( CDU) الحاكم في جمهورية ألمانيا الاتحادية من حسم أمره، ورشح بالتزكية أرمين لاشيت لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل على رئاسة الحزب، وبالتالي سيخوض الانتخابات العامة في شهر أيلول القادم على منصب المستشارية في ألمانيا.
لا يخفي أرمين لاشيت آرائه التي تؤكد رفضه للإجرام والتطرف، وأنه لن يتسامح بشأنهما مطلقاً، متبعاً أكثر من غيره سياسات ليبرالية متطورة لصالح ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي. هذه المواقف ونبرته القوية وجدت رواجاً ملحوظاً بين القوى الوسطية الأوروبية، والتي تحلم بقيادات جديدة قوية تقود القارة العجوز بقوة من أجل مزيد من التأثير في الفعل العالمي، وتغتنم فرصة التغيير النوعي في السياسة الأمريكية بعد رحيل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تم وصفه بالشعبوي، ومجيء الرئيس جو بايدن من الحزب الديمقراطي، والذي يميل إلى أوروبا.
كل الأنظار في ألمانيا والاتحاد الأوروبي تتجه نحو الانتخابات الألمانية القادمة لأنه سيكون الرهان على الانفتاح وتوسيع مجالات التعاون مع مختلف دول العالم، بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن خسر الطرفان الكثير في عهد ترامب. وفي حال فوزه بالانتخابات سيتحمل أرمين لاشيت العديد من المهمات الاستثنائية التي يطمح الشعب الألماني وأنصار الاتحاد الأوروبي تحقيقها من أجل اجتياز ما خلفته انسحاب بريطانيا (بريكست) من الاتحاد الأوروبي، وانتشار الأحزاب اليمينية الشعبوية بعد صعودها الخطير .