إصابة 29 طفلاً فلسطينياً.. وفعاليات ميدانية إسناداً للقدس
تتوالى المواقف الداعمة لمقاومة المقدسيين، فيما أصيب أكثر من 300 فلسطيني بسبب اعتداء قوات الاحتلال عليهم في مدينة القدس المحتلة، خلال اليومين الماضيين، معظمها إصابات على مستوى الرأس، وتحديداً في منطقة العين، حسبما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
كما وصل عدد الإصابات في صفوف الأطفال الفلسطينيين، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، إلى 29 طفلاً، وفق بيان لـ”صندوق الأمم المتحدة للطفولة”، يونيسف، والذي أضاف: أن من بين المصابين طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً، وقد نُقل بعض الأطفال إلى المستشفيات، عقب إصابات في الرأس والعمود الفقري، لافتاً إلى اعتقال العدو الإسرائيلي 8 أطفال آخرين.
وطالبت المنظمة الأممية كيان العدو الإسرائيلي بـ”الامتناع عن استخدام العنف ضد الأطفال، والإفراج عن جميع الأطفال المعتقلين”.
وفي القدس المحتلة أيضاً أصيبت عائلة فلسطينية بجروح فجر اليوم جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها قرب باب العامود. وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الصوتية باتجاه العائلة الفلسطينية المكوّنة من أب وأربعة أطفال قرب باب العامود ما أدى إلى إصابتهم بجروح.
وأوضح مدير جمعية إسعاف الأمل للخدمات الصحية بالقدس، عبد المجيد طه، أن الاحتلال يركز على استهداف الفلسطينيين في العين والرأس والجزء العلوي من الجسم لترك إصابات وتشوّهات وإعاقات بليغة وإلحاق أكبر أضرار ممكنة بأجسادهم وحياتهم بهدف خلق حالة من الرعب تقود إلى ترهيبهم وتمرير مخططاته التهويدية، مشدّداً على أن استهداف الاحتلال للأبصار لن ينال من قوة بصيرة الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم ووجودهم.
من جهته قال محافظ القدس عدنان غيث: إن قوات الاحتلال منذ بداية شهر رمضان أصابت واعتقلت مئات المقدسيين، وبيّن أن قوات الاحتلال تستخدم كل أساليب القتل والقمع والتنكيل ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة لتهجيرهم منها وتهويدها في محاولة فاشلة لكسر إرادتهم، مشدّداً على أن الفلسطينيين سيواصلون الصمود والتصدي بصدورهم العارية للاحتلال في معركة الدفاع عن القدس والمقدسات وسيفشلون كل مخططاته لتهويد المدينة وإفراغها من الوجود الفلسطيني.
وفي سياق متصل، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي إطار هجمتها الشرسة على مدينة القدس المحتلة اعتقلت عشرات المقدسيين خلال الأيام القليلة الماضية، وأوضحت أن قوات الاحتلال نكّلت بالفلسطينيين خلال عملية الاعتقال ما تسبّب لهم بجروح وكسور ورضوض. وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تشدّد يومياً من إجراءاتها العنصرية بمنع دخول الفلسطينيين إلى القدس والاعتداءات المتواصلة على المصلين في المسجد الأقصى بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي.
إلى ذلك، أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة عن سلسلة من الفعاليات الميدانية المتواصلة إسناداً وانتصاراً للأهل في مدينة القدس المحتلة، ودعت “كافة جماهير شعبنا لأوسع مشاركة في إسناد أهلنا في مدينة القدس من خلال تعظيم الاشتباك في كافة المحاور ونقاط التماس في الضفة الباسلة، والتي تصل إلى 51 نقطة اشتباك مع الاحتلال”. كما دعت “لمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للتحرك الجدي للجم الإرهاب الصهيوني، خصوصاً ما يجري في مدينة القدس والاستباحة المتواصلة للمقدسات”.
في سياق متصل، حثّت إلى الإسراع في تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، لإدامة الاشتباك مع الاحتلال، وتحويل الهبة إلى انتفاضة شعبية شاملة وعارمة.
الهيئة الوطنية لمسيرات العودة دعت “الجاليات الفلسطينية والعربية وكل أحرار العالم للاحتجاج أمام سفارات العدو في مختلف أصقاع المعمورة، نصرةً للشعب الفلسطيني في القدس”.
وفي ردود الفعل، استنكرت القيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشدة الإرهاب والاعتداءات الصهيونية المتواصلة ضد القدس وأحيائها، وأكدت أن هذه الأعمال الإرهابية انتهاك سافر للحقوق الإنسانية والشرعية الدولية في ظل تطبيع عربي متخاذل، وصمت دولي، ودعم أمريكي لا محدود للكيان الصهيوني الغاصب، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل والإسراع بوقف هذه الاعتداءات وإعادة أهالي الشيخ جراح لمنازلهم ووقف الاستيطان وإزالة المستوطنات التي تبتلع الأرض وتشرّد الأهالي.
وأشارت القيادة إلى أن مقاومة الاحتلال حق مقدس وأنها في الصفوف الأولى في المعارك مع العدو الصهيوني من خلال محور المقاومة وقلبه النابض سورية.
وفي ردود الفعل دولياً، نظّم أبناء الجالية الفلسطينية المقيمون في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية مظاهرة حاشدة تنديداً باعتداءات الاحتلال على مدينة القدس المحتلة. وذكرت وكالة وفا أن المشاركين في المظاهرة رفعوا العلم الفلسطيني ورددوا شعارات تندّد بمحاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين في حي الشيخ جراح قسرياً عن منازلهم وبانتهاكات قوات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة للمسجد الأقصى، مطالبين الإدارة الأمريكية بالتحرك العاجل لوقف حرب الاحتلال المفتوحة على القدس.
كما شهدت عمان تظاهرات حاشدة قرب السفارة الإسرائيلية تضامناً مع القدس المحتلة، وطالب المتظاهرون الأردنيون بطرد السفير الاسرائيلي من بلادهم، وهتفوا نصرة للأقصى وللقدس.
كما شهدت عدة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان تظاهرات عفوية نصرة للقدس المحتلة، واستنكاراً لاقتحام المسجد الأقصى.
وشارك في هذه الاحتجاجات حشد كبير من أبناء مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي وشاتيلا وعين الحلوة ومنطقة وادي الزينة الذين هتفوا للقدس والمقاومة.
وفي بلدة صريفا في جنوب لبنان صريفا، رفع الأهالي أعلام فلسطين وصور القادة المقاومين. ومن المتوقع أن تشهد معظم المخيمات في لبنان العديد من التحركات.
التظاهرات استمرت في عدد من المدن العربية، ولا سيما في البحرين، حيث خرج مئات البحرينيين رغم الاجراءات الأمنية المشددة. البحرينيون نظموا مسيرات تضامناً مع القدس والأقصى، وتنديداً باعتداءات الاحتلال وبإجراءات التطبيع. وداسوا خلال تظاهراتهم على العلم الإسرائيلي، ورددوا الهتافات الداعمة لفلسطين.