خطأ دعاة العولمة الاستراتيجي
تقرير إخباري
مع عودة الديمقراطيين إلى الرئاسة، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز سياسة العقوبات، وكان رد الفعل من روسيا، من خلال صوت وزير خارجيتها، مثيراً للاهتمام، حيث أصر، في معرض مقابلة صحفية، على ضرورة تقليل مخاطر العقوبات الأمريكية من خلال حماية الاستقلال التكنولوجي للبلد، وتقليص دور الدولار في المدفوعات الدولية لصالح العملات الوطنية أو العملات البديلة للدولار، ووضع حد لـ “استخدام منصات الدفع العالمية” الموجودة في أيدي الغرب.
وأضاف إلى هذا النهج خطاباً موجهاً إلى الصين، التي تستهدفها العقوبات الأمريكية أيضاً، مؤكداً على فكرة أن هذا الواقع يُلزم روسيا والصين ببناء خطهما الخاص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحيث لا تعتمد على أهواء شركائهما الغربيين.
مصلحة هذا النهج، التي اقترحتها روسيا، ذات شقين: أولاً وقبل كل شيء، يسمح موضوعياً بتطوير الأدوات الوطنية وبالتالي يضمن الاستقلال الذاتي للبلد، وهو ضمان للسيادة الحقيقية. ثم، لأن قوة الولايات المتحدة تمر بشكل خاص من خلال المبدأ الذي يسمح للعدالة الأمريكية برفع أي قضية في أي مكان في العالم بمجرد إقامة علاقة مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فرضها استخدام الدولار في المعاملات، ومنصات الدفع الأمريكية، ورسائل البريد الإلكتروني، التي توجد خوادمها في الولايات المتحدة، وما إلى ذلك.. إن الحد من استخدام هذه العناصر المتصلة في الولايات المتحدة يعني أيضاً نزع سلاح العدالة الأمريكية ضد الشركات والبلدان الأجنبية.
بالتأكيد كل فعل يؤدي إلى رد فعل، وسياسة العقوبات الأمريكية لا تؤدي حتماً إلى لي ذراع روسيا والصين، أو أي دولة أخرى ترفض الإذعان لهيمنتها واملاءاتها، بل تعمل على تقويتها والبحث عن بدائل أخرى. إنه بهذا المعنى خطأ استراتيجي من دعاة العولمة الذين يبدو أنه في نهاية الأمر ليس لديهم خيار.
هيفاء علي