بوتين في ذكرى الانتصار على النازية: سندافع بحزم عن مصالحنا الوطنية
أحيت روسيا الذكرى الـ 76 للنصر في الحرب الوطنية العظمى، وبهذه المناسبة أقيمت استعراضات عسكرية في العاصمة موسكو، والعديد من المدن الروسية. ويبقى العرض العسكري في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية مركز الحدث الأهم، حيث تمّ بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين في الدولة إضافة إلى ضيوف روسيا من الدول الأجنبية.
وقاد العرض العسكري وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وعاونه القائد العام للقوات البرية، الجنرال أوليغ ساليوكوف. وشارك في العرض نحو 12 ألف جندي وحوالي 200 قطعة من الآليات العسكرية في استعراض النصر في موسكو، وحلقت في سماء العاصمة والساحة الحمراء 76 طائرة حربية ومروحية.
وبدأ العرض بمرور 10 دبابات “تي-34” الأسطورية التي اشتهرت كأفضل دبابة في زمن الحرب العالمية الثانية. كما شهدت الساحة الحمراء أحدث المعدات العسكرية البرية والجوية الروسية، منها دبابات “تي-14 أرماتا” و”تي-90 بروريف”، ومدافع الهوتزر ذاتية الحركة” كواليتسيا أس في”، ومركبات المشاة القتالية “كورغانتس” وناقلات الجنود المدرعة “بوميرانغ”. وشوهدت في الاستعراض الروبوتات الضاربة “أورانوس” وأنظمة الصواريخ الاستراتيجية “يارس” المزودة بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وخلال العرض العسكري، أكد الرئيس بوتين على الأهمية القصوى التي يحظى بها الانتصار على النازية خلال الحرب الوطنية العظمى للبشرية بأكملها، مشيراً إلى ضرورة استخلاص الدروس من التاريخ.
ووصف بوتين يوم النصر بأنه “انتصار يحظى بأهمية تاريخية هائلة لمصير العالم بأجمع وعيد كان ولا يزال وسيظل مقدساً لروسياً وشعبها”، وشدد على أن الشعب السوفيتي هو الذي حقق هذا الإنجاز البطولي، قائلا: “في أكثر مراحل الحرب صعوبة وفي المعارك الحاسمة التي حددت نتيجة النضال ضد النازية، كان شعبنا بمفرده في دربه البطولي والفدائي المؤدي إلى الانتصار”، ولفت إلى أن الروس يعتبرون هذا عيداً خاصا بها، لكونهم سلالات جيل الانتصار.
وتطرّق الزعيم الروسي في كلمته إلى الدور الذي لعبته مختلف فئات المجتمع السوفيتي في دحر النازية، وأعلن دقيقة صمت حداداً على ضحايا تلك الحرب، وأكد أن الشعب السوفيتي رغم كل التضحيات تمكن من الدفاع عن وطنه وتحرير أوروبا من “الطاعون البني” (النازية).
وحذر بوتين من أن التاريخ يقتضي استخلاص الاستنتاجات والدروس، مبديا أسفه إزاء محاولات توظيف الكثير من الأيديولوجيا النازية مجدداً في العالم، وأوضح أن ذلك لا يتعلق فقط بمختلف التنظيمات المتطرفة والإرهابية بل و”مجموعات من بقايا أفراد وحدات المعاقبة وأتباعهم الذين يحاولون إعادة كتابة التاريخ وتبرير الخونة والمجرمين الذين أيديهم ملطخة بدم مئات آلاف المدنيين السلميين”، وشدد على أنه لا تزال توجد حشود من “عناصر الفرق التأديبية والتنكيلية الذين لم يتم اجتثاثهم”، وأردف: “جلبت الحرب الكثير من التضحيات التي لا تحتمل والمآسي والدموع التي لا يمكن نسيانها، ولا رحمة ولا مبرر لمن يضع مجدداً مخططات عدوانية”.
وشدد بوتين على أن روسيا تدافع بلا كلل عن القانون الدولي، وفي الوقت نفسه “سندافع بحزم عن مصالحنا الوطنية، ونضمن سلامة شعبنا”.
إلى ذلك قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الرئيس بوتين قصد بحديثه عن “الجلادين الذين لم يتم استئصالهم”، الإشارة إلى أن نازيين جددا “يرفعون رؤوسهم” في دول أوروبية. وأكد أن “النازية الجديدة” أخذت تظهر بشكل واضح في بعض الدول الأوروبية. وأضاف: “لا يخفى على أحد أن النازيين الجدد يرفعون رؤوسهم أكثر فأكثر في البلدان الأوروبية، ويحاول الأوروبيون التصدي لهم. بالطبع، هذا غير مقبول بالنسبة لبلدنا”، وأشار إلى المسيرات العلنية التي ينظمها النازيون الجدد في دول البلطيق وأوكرانيا.
وفي الشرق الروسي، شارك أكثر من ألف عسكري في الاستعراض الذي أقيم في مدينة فلاديفوستوك. ووفقا لحكومة إقليم بريمورسكي، فقد بدأ الاستعراض في فلاديفوستوك حسب التقليد بأداء أغنية “الحرب المقدسة”.
وشارك في الاستعراض أكثر من 1600 عسكري، بينهم 1200 جندي من أسطول المحيط الهادئ، بما في ذلك كتيبة ضباط مقر أسطول المحيط الهادئ وتشكيلات تابعة لمختلف القوات والطيران البحري وقوات الأسطول الساحلي.
وتضمنت القافلة الآلية 61 قطعة من المعدات العسكرية الروسية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “إس-400” و”أوسا”، وأنظمة القذائف الساحلية من “باستيون”، وأنظمة الصواريخ والمدافع “بانتسير إس-1” المضادة للطائرات، وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة “BTR-82A”، ومدافع هاوتزر، وعربات مدرعة “تيغر”، ومركبات دعم تقني.
وشارك أكثر من 1.6 ألف عسكري في الاستعراض الذي أقيم في مدينة أوسوريسك الواقعة أيضا في إقليم بريمورسكي، حسبما أفادت قيادة المنطقة العسكرية الشرقية.