علي هاشم عيد يطوّع القصب في لوحات معبرة
البعث – نزار جمول
أصبحت مفردات الثقافة من شعر وأدب وفن في مدينة سلمية من مكوّنات الحياة الاجتماعية اليومية، وها هو الفنان علي هاشم عيد، ذاك الضابط المتقاعد مؤخراً يؤجج هذه المكونات في معرضه الأول الذي احتضنته صالة جوى بسلمية، وضمّ نحو 100 لوحة تمّ تنفيذها من قصب سنابل القمح، واحتاجت من الفنان الكثير من التأني والصبر وليطوعها لتعطي الحياة بمواضيعها المتعدّدة التي اختصت بالوطن وإنسانه، فقد منح عيد لوحاته الكثير من الاهتمام فنياً وأعطاها بعداً إنسانياً من خلال بيئته في سلمية ووطنه الأكبر سورية، معتبراً أن كل لوحاته جاءت من الواقع المعاش وهي مشغولة باليد وبوسائل بسيطة من مشارط ولواصق وغيرها. وبيّن أن هذه اللوحات تحتاج صبراً وهدوء أعصاب كبيراً، وأكد عيد أن اللوحات التي اشتغلها على خامات سوداء وملونة أحياناً تضمنت قضايا الأرض والإنسان والأمومة والحرية والطبيعة الصامتة والتعبيرية والواقعية، موضحاً أن كل ذلك جاء حصيلة سنين طويلة من المعرفة والخبرة في استخدام أدواته الفنية “سيقان القصب” الطويلة وبتشكيلات رائعة.
هذا المعرض الذي حضر افتتاحه جمهور كبير هو الأول للفنان عيد، ويبدو أن رقي اللوحات وإبداعه فيها وإعجاب كل من شاهدها سيتبعه معارض أخرى من خلال التحفيز الذي تلقاه من الذين أبهروا باللوحات التي تمتزج فيها البساطة والقوة في آن معاً إضافة للتقنية والحرفية في شغلها.