الكتان يغزو عالم الأزياء
غزت مادة الكتان أخيراً عروض الأزياء، وأصبحت رمزاً للفخامة الحديثة، إذ تجعلها خصائصها المراعية للاعتبارات البيئية مرغوبة بشدة، بعدما كانت في الماضي مرتبطة بالملاءات التي تحيكها الجدات ويحتفظن بها في خزائنهنّ.
وقالت المندوبة العامة لاتحاد الكتان الأوروبي ماري إيمانويل بيلزونغ لوكالة “فرانس برس”: “نريد أن نُظهر للباريسيين أنها ألياف تنمو بيننا وأن الملابس التي نراها خلال أسابيع الموضة تأتي من هذه النبتة الخضراء”.
وتُعتبر أوروبا الغربية من كاين إلى أمستردام أكبر منتج للكتان في العالم، وتنتج فرنسا وحدها 80% من الكمية.
وتتوافق هذه المادة مع المعايير التي يطلبها المستهلكون أكثر فأكثر، إذ لا تتطلب هذه النبتة الري، ويمكن استخراج أليافها ميكانيكياً من دون اللجوء إلى مواد كيميائية.
ويتوقع أن يشهد صيف 2021، قفزة كبيرة للكتّان إذ يُتوقع أن يشكل أكثر من 102% من مواد عروض الأزياء، وفقاً لآخر دراسة أجراها “تاج ووك”، وأشارت الدراسة إلى أن 49% من المصممين قدموا زياً واحداً على الأقل من الكتان في مجموعتهم، بينما تستخدم دور أزياء من أبرزها “ديور” و”توم براون” و”فندي” و”لوي فويتون” هذه المادة “بشكل كبير”.
وإذا كانت دار “فندي” استخدمت الكتان في فساتين للاستعمال اليومي وفي سراويل واسعة فائقة الأنوثة، فإن دار “مارجيلا” مثلاً جعلت من هذه المادة فساتين سهرة أو زفاف على الطراز القوطي.
وبفضل الابتكار التكنولوجي في السنوات العشر الأخيرة، بات من الصعب أحياناً التعرف على الكتان في الأقمشة الفاخرة، إذ تضاف إلى هذا النسيج مادة اللوريكس أو اللمعان لتضخيمه أو لإعطائه امتداداً لا يتجعد. وشرحت بيلزونج أن مادة الكتان المغسولة سلفاً تضفي على الملابس “مرونة وحركية لم تكن تتوافر من قبل”.
وتتمثل أكبر ثورة في إمكان حياكة الكتان إذ كانت الألياف القوية لهذه النبتة تكسر الإبر سابقاً، وأتاح ذلك مثلاً شراء قميص من الكتان بكل الألوان وبأسعار معقولة، ويبدو أن ثمة مستقبلاً مشرقاً لمادة الكتان التي لا تمثل حالياً سوى 0.4% من ألياف النسيج.