الإدانة وحدها لا تكفي
تقرير إخباري
يستعد مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة بشأن الاعتداءات الصهيونية على القدس، حيث يشهد حي الشيخ جراح لحملة تهويد ممنهجة في محاولة لإفراغها من الوجود الفلسطينى، فيما تشهد باحة المسجد الأقصى، منذ عدة أيام، مواجهات بين مصلين فلسطينيين وشرطة العدو. حيث أصيب خلال اليومين الماضيين أكثر من 300 فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، التي اقتحمت المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود، فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن 29 طفلاً فلسطينياً أصيبوا في القدس خلال يومين، بينهم طفل يبلغ عاماً واحداً، وأفادت بتوقيف ثمانية أطفال فلسطينيين.
وقد قوبلت ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي بانتقادات دولية وعربية واسعة، لكن كما جرت العادة، اكتفت الأمم المتحدة بالإعراب عن قلقها العميق إزاء التطوّرات، على لسان أمينها العام انطونيو غوتيريش، الذي طالب الكيان الإسرائيلي “بوقف عمليات الهدم والإخلاء بما يتّفق والتزاماتها التي تحكمها” القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
بكل الأحوال إن سياسة التوسع الاستيطاني التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ الأيام الأولى لاحتلالها أرض فلسطين المقدسة لن تتوقف طالما أنها تلقى الدعم من راعيها الأمريكي، حتى لو أدان هذا الأخير الممارسات في حي الشيخ جراح، فالإدانة وحدها لا تكفي، وطالما أنها تفلت من العقاب على الدوام، بسبب صمت المجتمع الدولي المطبق على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستين عاماً، فإن جرائمها ستتواصل، لكن هبة القدس الشعبية ستسهم في إعادة تصحيح البوصلة من جديد، إذ إنها تثبت ألا خيار لاستعادة الحقوق والأرض المقدسة إلا بالمقاومة، وأن “اتفاقيات السلام” لا تستحق الحبر الذي تكتب به، إذ أنها غطاء لاستمرار التهويد والاستيطان، واقتلاع الفلسطينيين من بيوتهم وما تبقى من أرضهم، أرض أبائهم وأجدادهم.