وسيم الرحبي مواهب متعددة إلى جانب التمثيل
“لم أجد نفسي بالكوميديا وأفضل التراجيديا والأدوار الجدية” هذا ما قاله الممثل وسيم الرحبي في أحد لقاءاته، وربما شخصيته المتزنة ساعدته على نجاحه بالأدوار الجادة المختلفة بين تنويعات الخير والشر وبمساحات متفاوتة اتسعت في السنوات الأخيرة، لاسيما في العام الماضي حينما أدى شخصية الرائد ناصر المساعد للنقيب ورد –محمد الأحمد- في العمل البوليسي الذي لاقى صدى إيجابياً ومتابعة كبيرة” مقابلة مع السيد آدم”.
ومشاركته الأكبر تأتي في دراما 2021 التي اتصفت بالشمولية بين المعاصرة والبيئة والبدوية، إذ شارك بأربعة أعمال أساسية وأدى شخصيات متناقضة من حيث الأنماط والسلوكيات، ففي “بعد عدة سنوات” مثل شخصية رضوان الانتهازي الذي يخطط لجريمة السرقة، وقد تطورت أبعاد الشخصية مع تعاقب السنوات والانتقال إلى مراحل عمرية لاحقة تظهر انعكاس التغييرات على الشخصية وخاصة المادية، بينما جسد في سوق الحرير من أعمال البيئة الشامية دور أستاذ مادة التاريخ، الشخصية الإيجابية المرتبطة بين زمنين، عبْر علاقة حب قديمة، يتعرض لمكيدة بغية الانتقام منه لأنه نبذ الظلم الاجتماعي بدفاعه عن النادل اليافع الذي طرده صاحب المقهى، فيتهم بتوزيع منشورات ضد الحكومة ويتعرض للسجن والتحقيق.
كما يتابع شخصية الكومندان الفرنسي في الجزء الحادي من باب الحارة بروح جديدة، ويمثل سلطة الاحتلال الفرنسي ومحاولة تغلغله بالحارة.
وكانت له محطة أيضاً بالأعمال البدوية فشارك بالعمل الضخم صقار الذي حقق انتشاراً كبيراً.
تضيف مشاركات وسيم الرحبي نجاحات جديدة إلى مسيرته الفنية ابتداء من انطلاقته في التغريبة الفلسطينية بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2002، وتدرج مشاركاته بأعمال البيئة الشامية والتاريخية والمعاصرة، منها: بيت جدي ورياح الخماسين وخالد بن الوليد وهولاكو والمعطف وعطر الشام وغيرها.
ابنة الواقع
ولم تقتصر مسيرته على الدراما التلفزيونية التي وصفها بأحد حواراته بأنها “ابنة الواقع وفيها تنوع هائل، بين الخط الدرامي الاجتماعي والطرح الكوميدي الخفيف يقابله الكوميدي الناقد، والأعمال التاريخية والبيئة الشامية، فهي تحاكي جميع الأذواق، ولعلها تفوقت بعدم وقوعها بفخ النجم الواحد”، إذ عمل بالسينما بثلاثة أفلام “خلف الأسوار”، “يوم صدور الحكم” “لكل ليلاه”، ومشاركته الأكبر كانت بالمسرح من خلال مسرحيات عدة، منها: حكاية علاء الدين الأيوبي والزير سالم وجثة على الرصيف وغيرها، ويرى في المسرح مساحة اكبر لإظهار إمكاناته وتوظيف قدراته.
ابتعاد وسيم الرحبي عن الإعلام أغفل جوانب هامة من شخصيته الفنية التي تتمتع بمواهب متعددة فهو ابن الفنان التشكيلي أنور الرحبي، نشأ في بيئة ثقافية فنية أكسبته حب الرسم واللون، لكن ميوله الأكبر اتجهت نحو نظم الشعر المحكي وفنية الإلقاء وشغفه الفني قاده لتعلمه الموسيقا التي وظّفها بالتلحين والغناء، فقدم تجربتين بالتلحين لأغنيته الأولى التي ألّف كلماتها بعنوان “علم سوري” وأغنيته الثانية “بيكفي غياب”.
ملده شويكاني