بعد تحذير بوتين.. واشنطن تراجع قرار انسحابها من معاهدة الأجواء المفتوحة
ما لبث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قدّم مشروع قانون إلى مجلس الدوما الروسي للانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة، حتى وجدت واشنطن نفسها الخاسر الأول من الانسحاب منها، الأمر الذي اضطرها إلى مراجعتها، وخاصة أن التعويل على قيام الأوروبيين بهذه المهمة نيابة عن واشنطن لم يعُد ممكناً.
لذلك وقبل أن يصوّت مجلس الدوما على مشروع القانون، أعلنت الولايات المتحدة أنها بدأت بمراجعة القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة.
ونقلت مجلة بارونز ديلي الأمريكية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قوله: نحن بصدد مراجعة المسائل المتعلقة بالمعاهدة ولم نتخذ قراراً حاسماً فيما يتعلق بمشاركة الولايات المتحدة المستقبلية فيها.
ولكن المفارقة في كل ذلك أنه جاء بعد أن قدّم بوتين إلى مجلس الدوما أمس مشروع قانون بشأن انسحاب روسيا من المعاهدة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت عن بدء الإجراءات للانسحاب من المعاهدة في الـ15 من كانون الثاني الماضي، مشيرةً إلى أنه وبعد انسحاب الولايات المتحدة منها اختل وبشكل كبير ميزان مصالح الدول المشاركة الذي تحقق عند إبرام المعاهدة.
يذكر أن الولايات المتحدة أنهت إجراءات انسحابها من المعاهدة في الـ22 من تشرين الثاني الماضي بعد أن بدأتها في الـ22 من أيار2020.
وفي سياق ذي صلة بالعلاقات الروسية الأمريكية، قالت صحيفة “كوميرسانت” اليوم: إن ريبيكا روس السكرتيرة الصحفية للسفارة الأمريكية بموسكو، كانت من بين موظفي السفارة الذين أعلنتهم روسيا مؤخراً أشخاصاً غير مرغوب فيهم. وذكرت الصحيفة، أن هذا التدبير الروسي جاء ردّاً على إجراءات أمريكية مماثلة.
وخلال تعليقه على ما نشرته الصحيفة، قال مصدر في الخارجية الروسية: إن “الولايات المتحدة تتصرّف بغرابة”. ووفقاً له لا تسمح السلطات الأمريكية، للسكرتير الصحفي للسفارة الروسية بالتوجه إلى واشنطن، لذلك تضطر البعثة الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة، للعمل دون الشخص الذي عينته موسكو لهذا المنصب.
وفي 15 نيسان، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد روسيا طالت 32 شخصاً ومؤسسة، كما تحظر العقوبات على المؤسسات المالية الأمريكية شراء السندات الحكومية الروسية بعد 14 حزيران، وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت واشنطن عن طرد 10 من موظفي السفارة الروسية، وأعلنت موسكو عن تدابير جوابية، تضمّنت طرداً مماثلاً لدبلوماسيين أمريكيين وضرورة مغادرتهم الأراضي الروسية قبل نهاية يوم 21 أيار، والعرض على السفير جون سوليفان التوجه إلى واشنطن للتشاور.
من جانبها، أشارت الصحيفة إلى أن ريبيكا روس ليست أول سكرتيرة صحفية للسفارة الأمريكية يتم طردها من روسيا، ففي آذار عام 2018 طردت واشنطن 60 دبلوماسياً روسياً، وردّت موسكو بالمثل وكان بين المطرودين الأمريكيين ماريا أوسلون السكرتيرة الصحفية للسفارة الأمريكية.