“فلة والأقزام السبعة”.. لأول مرة عرض غنائي بصري راقص موجّه للأطفال
بعرض مسرحي غنائي بصري راقص يُنفّذ لأول مرة في سورية، ويقدّم على خشبة مسرح الحمراء، يستقبل أطفالنا العيد بعروض مسرحية: “فلة والأقزام السبعة”، تأليف: هشام كفارنة، سينوغرافيا وإخراج: بسام حميدي، وقد صاغ فرحتهم هذه تعاون مثمر بين مؤسسة ميار للإنتاج والتوزيع الفني ومديرية المسارح والموسيقا، والمؤسسة العربية للإعلان.
التجربة الأصعب
بيّن المخرج بسام حميدي أنه بهدف رفع مستوى ثقافة الطفل، وتماشياً مع التطور التكنولوجي الذي يعايشه في مختلف أنماط حياته، يقدم العرض المسرحي البصري الغنائي، وهو الأول من نوعه في سورية وفق تقنيات بصرية جديدة يعمل على نشرها ضمن مسرح الطفل، وهو الذي سبق أن خاض تجربتين ناجحتين على هذا الصعيد، حيث قدّم في عام 2017 مسرحية “ضوء القمر”، وفي عام 2020 “المنديل” للكبار، مؤكداً أن تجربة “فلة والأقزام السبعة” هي الأصعب لأنها موجّهة للأطفال، مشيراً إلى أنه منذ سنوات حاول من خلال العروض التي تُقدّم في سورية الوقوف على ما يريده الطفل، وقد تبيّن له، وهو أمر لا يختلف أحد عليه، أن الطفل يحب الحكاية، وفي الوقت نفسه يحب الصورة والجمال، لذلك حاول أن يلبي هذه الحاجة لديه من خلال تقديم عمل بصري فيه كل ما يحبه الطفل من صورة جميلة ورقص وغناء، والدمج ما بين التمثيل على الخشبة وما يقدم غرافيكياً، حيث يقوم العرض على الدمج بين تقنيات التلفزيون (الكرتون) والمسرح، ويحمل نفحات من الكوميديا لجذب الطفل والأهل على حد سواء من خلال تسليط الضوء على قيم الخير عبر حكاية معروفة للجمهور، مع إضافة سبع شخصيات جديدة، منها شخصية راقصة الباليه، وذلك لتسليط الضوء على فن راق ومحبب لدى الأطفال.
هدية العيد
وأكد زياد الموح، المدير العام لمؤسسة ميار للإنتاج والتوزيع الفني، أن احترام عقل الطفل والأسرة والمجتمع هو المبتغى من تبني المؤسسة لعرض “فلة والأقزام السبعة”: “عندما قررت تقديمه فإن أول ما فكرت به هو ابنتي وابني ووالدتي الذين سيحبونه ويصفقون له”، مبيّناً أن العرض يُنفّذ لأول مرة في سورية بهذه التقنية البصرية الموجّهة للأطفال الذين هم بحاجة لمسرح يحترم عقلهم المتطور في ظل التكنولوجيا، مشيراً إلى أن ما شجعه على تبني العرض أنه مشروع متكامل من نص، ورؤية إخراجية وبصرية وموسيقية، ومشاركة فنانين محترفين لهم باع طويل في العمل الإبداعي، موضحاً أن مؤسسة ميار كشركة إنتاج فني خاصة تسعى للمساهمة في تنشيط الحركة المسرحية في سورية والوطن العربي، وطموحها العالمية، ولكن انطلاقاً من محليتنا، وضمن شروط تناسب التوجه الفكري والإنتاج للمؤسسة، فإن الشغف بالمشروع الثقافي لديها لن يتوقف بعرض “فلة والأقزام السبعة” في دمشق، بل ستسعى لعرضه في أغلب المحافظات السورية، بالإضافة لسعيها للمشاركة به في المهرجانات والمسابقات والفعاليات المسرحية العربية والدولية، لأن ما أعد له من قدرات فنية من جميع المشاركين فيه يلقي على عاتقها مسؤولية دعمه بكل ما تستطيع، منوّهاً إلى أنه لتكريس ثقافة الطفل والفن الحقيقي المناسب له، بعيداً عن الاستسهال الذي لم يعد مقبولاً برأيه في عصر التطور والتكنولوجيا، أصرت المؤسسة على أن تقدّم ما يليق بالأسرة والمجتمع بشكل مجاني هدية لأطفالنا من خلال هذا العمل المسرحي الغنائي الراقص، محاولة لاستكمال مسيرة أبي خليل القباني في المسرح الغنائي، مع التأكيد على أن هذا العمل لن يكون الإنتاج الأول للمؤسسة التي لديها خطة مستقبلية تشمل كافة الفنون الأخرى، شاكراً مديرية المسارح والموسيقا والمؤسسات الراعية كالراعي الإذاعي أرابيسك، وأجنحة الشام للطيران، وكل المشاركين من إداريين وفنانين وفنيين الذين هم نواة نجاح العرض.
نص شعري
ولأن رأس المال جبان، طالب هشام كفارنة كمؤلف للنص بأن نصفق لرأس المال الذي يتبنى ويشجع مشاريع ثقافية وفنية كعرض “فلة والأقزام السبعة” الذي استوجب رصد ميزانية كبيرة للخصوصية التي يتمتع بها كعرض بصري وغنائي راقص، ورأى أن إحدى المزايا التي تُسجّل لهذا العرض هي التعاون المثمر بين مجموعة من المؤسسات التي ساعدت في أن يرى النور وتقديمه لأطفالنا بشكل مجاني، معبّراً عن سعادته بالتعاون مع بسام حميدي كمخرج هذه المرة، وهو الشريك الدائم له في عروضه كمصمم إضاءة، مبيّناً أن حميدي هو صاحب هاجس في كل تجاربه الجديدة، واليوم يتابع شغفه بتقديم عرض بصري غنائي راقص، مشيراً إلى أنه ككاتب صاغ نصاً غنائياً بصرياً مبنياً على بذرة الحكاية العالمية “فلة والأقزام السبعة” من خلال كتابة وصياغة نص مختلف مكتوب شعراً قام بتلحينه، وهي مهمة على غاية من الصعوبة، الموسيقي إيهاب المرادني، مؤكداً أن المخرج حميدي حرص على توفر كل العناصر الفنية بشكل مدروس لتقديم مسرح غنائي بصري للأطفال، فكانت النتيجة عرضاً متميزاً أُسنِدَت فيه الأدوار لممثلين بذلوا جهوداً جبارة مع المخرج لتجسيد أدوارهم بشكل لائق في عرض يلبي تعطش الأطفال لمثل هذه النوعية من العروض التي تلبي ذائقة التلقي العالية لديهم، دون الاستهانة بقدراتهم في إطلاق أحكام حقيقية على عرض أُنجز بحب ليداعب شغاف قلوبهم، ويقدم الفائدة لهم.
إيهاب المرادني
ولم يخف الملحن إيهاب المرادني أن التأليف الموسيقي لعرض “فلة والأقزام السبعة” كانت له خصوصية كبيرة، حيث جرت العادة أن تكون الموسيقا في العروض المسرحية مجرد رابط بين المَشاهد، أو داعمة لحالات درامية معينة، ولكن أن نشاهد عرضاً قائماً على الموسيقا والغناء بشكل كامل كما في “فلة والأقزام السبعة” من بدايته حتى النهاية، فهي تجارب قليلة على صعيد مسرح الكبار بشكل عام، ومسرح الأطفال بشكل خاص، وهذا ما شجعه على العمل فيه مع المخرج بسام حميدي صاحب التجارب المتميزة الذي يقدم عرضاً مسرحياً غنائياً ملحناً بشكل كامل، مبيّناً أن الموسيقا في هذا النوع من العروض تحتاج إلى التلوين حسب الحوارات والحالات الدرامية، وهي تتغير بين جملة وأخرى لمواكبة هذه الحوارات بالانسجام مع التقنيات الجديدة التي اعتمدها المخرج، خاصة أن النص الذي كتبه هشام كفارنة نص شعري عميق، لكنه كان قابلاً للتلحين للسلاسة التي كُتب بها، موضحاً أن طفلنا اليوم مختلف عن طفل الأمس، ولذلك حاول أن يتوجّه إليه موسيقياً محترماً ذائقته العالية، وإدراكه الواسع، واطلاعه الكبير نتيجة توفر كل التقنيات الحديثة التي بين يديه، فقدم له موسيقا ترتقي إلى مستوى وعيه الحالي، فيها توزيع اوركسترالي، وأكثر من ثمانية مقامات، وهي نادراً ما تستعمل في الأعمال الفنية، وذلك تماشياً مع السوية الفنية العالية المستخدمة من قبل المخرج الذي رفض الاستسهال انطلاقاً من احترامه لعقلية أطفالنا وأسرهم، لأن مسرحية “فلة والأقزام السبعة” موجّهة للعائلة التي ستفاجأ بالسوية الفنية العالية التي ستقدم للأطفال من خلال عرض راق شكلاً ومضموناً.
يُذكر أن مؤسسة ميار للإنتاج والتوزيع الفني كانت قد عقدت يوم الثلاثاء مؤتمراً صحفياً أعلنت فيه إطلاق مسرحية “فلة والأقزام السبعة” اعتباراً من أول أيام العيد ولمدة عشرة أيام على مسرح الحمراء يومياً، السادسة مساء، وهي من تمثيل: تماضر غانم، داود الشامي، مي مرهج، ناصر الشبلي، زهير بقاعي، فادي حموي، خوشناف ظاظا، جمال تركماني، ماجد الشيخ، شهد عباس، فيصل سعدون، ماريا عيد، مع الشابين ربيع جان وشادي جان.
أمينة عباس