بأي حال عدت ياعيد!؟
ربما هو عيد الفطر العاشر في ظلال الحرب المجنونة المستمرة التي شنت علينا، ولا يراد لها – على ما يبدو – أن تنتهي وتتوقف، فقلبت الحياة السورية رأساً على عقب، وأعادتنا “مع سبق الإصرار والترصد” – وفق منطوق القانون – سنوات، بل عقود إلى الوراء، عدا التداعيات والمضاعفات النفسية التي لا يمكن التنبؤ بنهاياتها ولم يسلم منها أحد!
مع كل ذلك، ورغم قتامة المشهد، يستقبل الناس العيد بأمل وتفاؤل، بأن القادم أجمل، فهم لا يريدون الركون لبيت الشعر “عيد بأي حال عدت ياعيد..”
نعم يتطلع الجميع للحياة تعود لطبيعتها وتعافيها، والأسواق لهدوئها والأسعار لاستقرارها والليرة لقيمتها والاقتصاد لانتعاشه والإنتاج لاستكمال دوران عجلته والتصدير لانفتاحه، لنستطيع بعد كل ذلك كسر أنف سعر الصرف وكبح جماحه وإعادته لحجمه !
ما نقوله ليس أحلام منتصف ليل أبداً، فلطالما خضنا تحدياتٍ وتجاوزنا محناً ، وكما انتصرنا في معارك النار الشرسة فسننتصر في معارك الاقتصاد والأسواق والإنتاج، وستعود أقماحنا وأقطاننا لتتصدر قوائم الإنتاج العالمية التي يتحدد على وقعها ونوعيتها سعر بورصتها في العالم، وسيعود تبغنا البلدي ومنتجاتنا الدوائية إلى سوق التصدير والتنافس الدولي…
وسيعود الاستقرار لمنظومة الكهرباء وتصدير الفائض إلى دول الجوار …
ولا بد أن تعود آبارنا وحقولنا النفطية والغازية للإنتاج بعد عودتها بالكامل لحضن الدولة وبسط يدها عليها…
لتعود بالمحصلة مؤشرات معدلات النمو إلى الأرقام التي تجاوزت السبعة بالمئة قبل الحرب، وإجمالي الناتج القومي إلى الصعود والنمو …
وهذا لن يكون إلا عبر منظومة عمل متكاملة تسخر الإمكانات وتذلل العقبات والصعاب فتختصر الأزمان وتضاعف سرعة الإنجاز لأننا لا نريد أن يأتي العيد القادم لنكرر أسفاً وحسرةً: “بأي حال عدت ياعيد”!
وائل علي
Alfenek1961@yahoo.com